معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : هل ينظرون إلا تأويله ؛ معناه : " هل ينظرون إلا ما يؤول إليه أمرهم من البعث " ؛ وهذا التأويل - والله أعلم - هو قوله : وما يعلم تأويله إلا الله ؛ أي : ما يعلم متى يكون البعث؛ وما يؤول إليه؛ إلا الله؛ والراسخون في العلم يقولون آمنا به ؛ بالبعث - والله أعلم -؛ وقوله : يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل ؛ " يوم " ؛ منصوب بقوله : " يقول " ؛ و " الذين نسوه " ؛ على ضربين؛ [ ص: 342 ] جائز أن يكون صاروا في الإعراض عنه بمنزلة من نسي؛ وجائز أن يكونوا نسوه؛ وتركوا العمل له؛ والإيمان به؛ وقوله : أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل ؛ " أو " ؛ نسق على قوله : " من شفعاء " ؛ كأنهم قالوا : " هل يشفع لنا شافع؟ أو هل نرد؟ " . وقوله - عز وجل - : فنعمل ؛ منصوب على جواب الفاء؛ للاستفهام؛ ويجوز أن تنصب " أو نرد فنعمل " ؛ أي : " إن رددنا استغنينا عن الشفاعة " .

التالي السابق


الخدمات العلمية