معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ؛ أي : وأرسلنا لوطا؛ إذ قال لقومه؛ وقال الأخفش : ويجوز أن يكون منصوبا على " واذكر لوطا إذ قال لقومه " ؛ والوجه أن يكون معطوفا على الإرسال؛ وقال بعض أهل اللغة : " لوط " : مشتق من " لطت الحوض " ؛ إذا ملسته بالطين؛ وهذا غلط؛ لأن " لوطا " ؛ من الأسماء الأعجمية؛ ليس من العربية؛ فأما " لطت [ ص: 352 ] الحوض " ؛ و " هذا ألوط بقلبي من هذا " ؛ فمعناه " ألصق بقلبي " ؛ و " الليط " : القشر؛ وهذا صحيح في اللغة؛ ولكن الاسم أعجمي كـ " إبراهيم " ؛ و " إسحاق " ؛ لا نقول : إنه مشتق من " السحق " ؛ وهو البعد؛ وهو كتاب الله الذي لا ينبغي أن يقدم على تفسيره إلا برواية صحيحة؛ وحجة واضحة؛ وقوله : أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين ؛ هذا دليل أن فاحشة اللواط لم يفعلها أحد قبل قوم لوط؛ وقد اختلف الناس في حد اللوطي؛ فقال بعضهم : هو كالزاني؛ وروي أن أبا بكر حرق رجلا يقال له " الفجاءة " ؛ بالنار؛ في اللواط؛ وقال بعضهم : يجب أن يقتل؛ محصنا أو غير محصن؛ لأن الله - تبارك وتعالى - قتل فاعليه بالحجارة؛ فخاطبهم لوط فقال : أتأتون الفاحشة ؛ وقال في موضع آخر : إنكم لتأتون الفاحشة ؛ و " الفاحشة " : الشيء الغليظ القبيح.

التالي السابق


الخدمات العلمية