معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : وإلى مدين أخاهم شعيبا ؛ " مدين " ؛ لا ينصرف؛ لأنه اسم للقبيلة؛ أو البلدة؛ وجائز أن يكون أعجميا؛ وقوله : قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ؛ قال بعض النحويين : لم يكن لشعيب آية إلا النبوة؛ وهذا غلط فاحش؛ قال : " قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل " ؛ فجاء بالفاء جوابا للجزاء؛ فكيف يقول : " قد جاءتكم بينة من ربكم " ؛ ولم يكن له آية إلا النبوة؛ فإن كان مع النبوة آية فقد جاءهم بها؛ وقد أخطأ القائل بقوله : " لم تكن له آية " ؛ ولو ادعى مدع النبوة بغير آية لم تقبل منه؛ ولكن القول في شعيب أن آيته - كما قال - بينة؛ [ ص: 354 ] إلا أن الله - جل ثناؤه - ذكر بعض آيات الأنبياء في القرآن؛ وبعضهم لم يذكر آيته؛ فمن لم تذكر آيته لا يقال : " لا آية له " ؛ وآيات محمد النبي - صلى الله عليه وسلم - لم تذكر كلها في القرآن؛ ولا أكثرها؛ وقوله : ولا تبخسوا الناس أشياءهم ؛ " البخس " : النقص؛ والقلة؛ يقال : " بخست؛ أبخس " ؛ بالسين؛ و " بخصت عينه " ؛ بالصاد؛ لا غير؛ مثل " فقأت عينيه " ؛ ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ؛ أي : لا تعملوا فيها بالمعاصي؛ وبخس الناس؛ بعد أن أصلحها الله بالأمر بالعدل؛ وإرسال الرسل.

التالي السابق


الخدمات العلمية