معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله: ولقد آتينا موسى الكتاب ؛ يعني التوراة؛ وقوله: وقفينا من بعده بالرسل ؛ أي: أرسلنا رسولا يقفو رسولا في دعائه إلى توحيد الله؛ والقيام بشرائع دينه؛ يقال من ذلك: " فلان يقفو فلانا " ؛ إذا أتبعه. وقوله - عز وجل -: وآتينا عيسى ابن مريم البينات ؛ معنى " آتينا " : أعطينا؛ ومعنى " البينات " : الآيات التي يعجز عنها المخلقون؛ مما أعطيه عيسى - صلى الله عليه وسلم -؛ من إحيائه الموتى؛ وإبرائه الأكمه؛ والأبرص. وقوله - عز وجل -: وأيدناه بروح القدس ؛ معنى " أيدنا " ؛ في اللغة: قوينا؛ وشددنا؛ قال الشاعر:


من أن تبدلت بآد آدا



يريد: " من أن تبدلت بأيد آدا " ؛ يريد: بقوة قوة؛ " الآد " ؛ و " الأيد " : القوة . وقوله - عز وجل -: بروح القدس ؛ " روح القدس " : " جبريل " - عليه السلام -؛ و " القدس " : الطهارة؛ وقد بيناه. وقوله - عز وجل -: أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ؛ [ ص: 169 ] نصب " كلما " ؛ كنصب سائر الظروف؛ ومعنى " استكبرتم " : أنفتم؛ وتعظمتم من أن تكونوا أتباعا؛ لأنهم كانت لهم رياسة؛ وكانوا متبوعين؛ فآثروا الدنيا على الآخرة.

التالي السابق


الخدمات العلمية