معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا ؛ أي : كثروا؛ وكثرت أموالهم؛ وقوله : قد مس آباءنا الضراء والسراء ؛ فأخذهم الله ليعتبروا؛ ويقلعوا عن الكفر؛ وتكذيب الأنبياء؛ فقالوا : مس [ ص: 360 ] آباءنا مثل هذا؛ أي : قد جرت عادة الزمان بهذا؛ وليست هذه عقوبة؛ فبين الله تأولهم بخطئهم؛ وقد علموا أن الأمم قد أهلكت بكفرهم قبلهم؛ وقوله : فأخذناهم بغتة ؛ أي : فجأة؛ وهم لا يشعرون ؛ فهذا ما أخبر الله (تعالى) به عن الأمم السالفة؛ لتعتبر أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - فقال : ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ؛ أي : أتاهم الغيث من السماء؛ والنبات من الأرض؛ وجعل ذلك زاكيا كثيرا.

التالي السابق


الخدمات العلمية