معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين ؛ وهذا إخبار عن قوم لا يؤمنون؛ كما قال - جل وعز - : أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن ؛ وكما قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - : قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ؛ فهذا إخبار من الله - جل وعز - أن هؤلاء لا يؤمنون. [ ص: 362 ] وقال قوم : " فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل " ؛ أي : ليسوا مؤمنين بتكذيبهم؛ وهذا ليس بشيء؛ لأن قوله : كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين ؛ يدل على أنهم قد طبع على قلوبهم؛ وموضع الكاف في " كذلك " : نصب؛ المعنى : " مثل ذلك يطبع الله على قلوب الكافرين " ؛

التالي السابق


الخدمات العلمية