معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : قالوا أرجه وأخاه ؛ تفسير " أرجه " ؛ أخره؛ ومعناه : " أخر أمره؛ ولا تعجل في أمره بحكم؛ فتكون عجلتك حجة عليك " ؛ وفي قوله : " أرجه " ؛ ثلاثة أوجه؛ قد قرئ بها؛ قرأ أبو عمرو : " أرجئه وأخاه " ؛ وقرأ جماعة من القراء : " أرجه وأخاه " ؛ وقرأ بعضهم : " أرجه وأخاه " ؛ بإسكان الهاء؛ وفيها أوجه لا أعلمها؛ قرئ بها؛ يجوز : " أرجهو وأخاه " ؛ و " أرجهي " ؛ و " أرجئهي " ؛ و " أرجهو " ؛ بغير همز؛ فأما من قرأ : " أرجه " ؛ بإسكان الهاء فلا يعرفها الحذاق بالنحو؛ ويزعمون أن هاء الإضمار اسم لا يجوز إسكانها؛ وزعم بعض النحويين أن إسكانها جائز؛ وقد رويت لعمري في القراءة؛ إلا أن التحريك أكثر وأجود؛ وزعم أيضا هذا أن هاء التأنيث يجوز إسكانها؛ وهذا لا يجوز؛ واستشهد في هذا بشعر مجهول؛ قال : أنشدني بعضهم :


لما رأى أن لا دعه ولا شبع ... مال إلى أرطاة حقف فاضطجع



وهذا شعر لا يعرف قائله؛ ولا هو بشيء؛ ولو قاله شاعر مذكور لقيل : أخطأت؛ لأن الشاعر قد يجوز أن يخطئ. [ ص: 366 ] وأنشد أيضا آخر أجهل من هذا؛ وهو قوله :


لست إذن لزغبله ...     إن لم أغير بكلتي


إن لم أساو بالطول



فجزم الهاء في " زغبله " ؛ وجعلها هاء؛ وإنما هي تاء في الوصل؛ وهذا مذهب لا يعرج عليه.

التالي السابق


الخدمات العلمية