معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما ؛ الأصل : " لما " ؛ ولكن الألف تحذف مع حروف الجر؛ نحو " لم " ؛ و " عم " ؛ و " بم " ؛ قال الله (تعالى) : فبم تبشرون ؛ عم يتساءلون ؛ ومعنى الآية أنهم لاموهم في عظة قوم يعلمون أنهم غير مقلعين؛ هذا الأغلب عليهم في العلم بهم؛ الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا ؛ ومعنى " أو " - والله أعلم - : أنهم أخبروهم - على قدر ما رأوا من أعمالهم - أنهم مهلكون في الدنيا؛ أو معذبون في الآخرة؛ لا محالة؛ وقوله : قالوا معذرة إلى ربكم ؛ المعنى : قالوا : موعظتنا إياهم معذرة إلى ربكم؛ ولعلهم يتقون ؛ فالمعنى أنهم قالوا : الأمر بالمعروف واجب علينا؛ فعلينا موعظة هؤلاء لعلهم يتقون؛ أي : وجائز عندنا أن ينتفعوا بالمعذرة. [ ص: 386 ] ويجوز النصب في " معذرة " ؛ فيكون المعنى في قوله : " قالوا معذرة إلى ربكم " ؛ على معنى " يعتذرون معذرة " .

التالي السابق


الخدمات العلمية