معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : فلما عتوا عن ما نهوا عنه ؛ " العاتي " : الشديد الدخول في الفساد؛ المتمرد الذي لا يقبل موعظة؛ وقوله : قلنا لهم كونوا قردة خاسئين ؛ جائز أن يكونوا أمروا بأن يكونوا كذلك بقول سمع؛ فيكون أبلغ في الآية والنازلة بهم؛ وجائز أن يكون " فقلنا لهم " ؛ من قوله : إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ؛ ومعنى " خاسئين " : أي : مبعدين. [ ص: 387 ] وقال قوم : جائز أن تكون هذه القردة المتولدة أصلها منهم؛ وقال قوم : المسخ لا يبقى؛ ولا يتولد؛ والجملة أنا أخبرنا بأنهم جعلوا قردة؛ والقردة هي التي نعرفها؛ وهي أكثر شيء في الحيوان شبها بابن آدم ؛ والله أعلم كيف كان أمرهم بعد كونهم قردة.

التالي السابق


الخدمات العلمية