معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : وإذ أخذ ربك من بني آدم ؛ [ ص: 390 ] موضع " إذ " : نصب؛ المعنى : " واذكر إذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم " ؛ " من ظهورهم " ؛ بدل من قوله : " من بني آدم " ؛ المعنى : " وإذ أخذ ربك ذريتهم وذرياتهم جميعا " ؛ وقوله : وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ؛ قال بعضهم : خلق الله الناس كالذر من صلب آدم ؛ وأشهدهم على توحيده؛ وهذا جائز أن يكون جعل لأمثال الذر فهما تعقل به أمره؛ كما قال : قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم ؛ وكما قال : وسخرنا مع داود الجبال يسبحن ؛ و " كل مولود يولد على الفطرة - معناه أنه يولد وفي قلبه توحيد الله - حتى يكون أبواه هما اللذان يهودانه وينصرانه " ؛ وقال قوم : معناه أن الله - جل ثناؤه - أخرج بني آدم بعضهم من ظهور بعض؛ ومعنى وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم أن كل بالغ يعلم أن الله واحد؛ لأن كل ما خلق الله (تعالى) دليل على توحيده؛ وقالوا : لولا ذلك لم تكن على الكافر حجة؛ وقالوا : فمعنى " وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ " : دلهم بخلقه على توحيده.

التالي السابق


الخدمات العلمية