معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : يسألونك عن الساعة أيان مرساها ؛ و " الساعة " ؛ ههنا : التي يموت فيها الخلق؛ ومعنى " مرساها " : مثبتها؛ يقال : " رسا الشيء؛ يرسو " ؛ إذا ثبت؛ فهو راس؛ وكذلك " جبال راسيات " ؛ أي : ثابتات؛ و " أرسيته " ؛ إذا أثبته؛ فالمعنى : " يسألونك عن الساعة : متى وقوعها؟ " ؛ وقوله : لا يجليها لوقتها إلا هو ؛ أي : لا يظهرها في وقتها إلا هو؛ ومعنى : ثقلت في السماوات والأرض ؛ قيل فيه قولان؛ قال قوم : " ثقلت في السماوات والأرض " ؛ ثقل وقوعها على أهل السماوات والأرض؛ ثم أعلم - جل ثناؤه - كيف وقوعها؛ فقال - جل وعز - : لا تأتيكم إلا بغتة ؛ أي : إلا فجأة؛ وقوله : يسألونك كأنك حفي عنها ؛ المعنى - والله أعلم - : يسألونك عنها كأنك فرح بسؤالهم؛ يقال : " تحفيت بفلان [ ص: 394 ] في المسألة " ؛ إذا سألت سؤالا أظهرت فيه المحبة والبر به؛ و " أحفى فلان بفلان في المسألة " ؛ إنما تأويله : الكثرة؛ ويقال : " حفت الدابة؛ تحفى؛ حفى " ؛ مقصور؛ إذا كثر المشي حتى يؤلمها؛ و " الحفاء " ؛ ممدود : أن يمشي الرجل بغير نعل؛ وقيل : " كأنك حفي عنها " : كأنك أكثرت المسألة عنها؛ وقوله : قل إنما علمها عند الله ؛ معنى " إنما علمها عند الله " : لا يعلمها إلا هو.

التالي السابق


الخدمات العلمية