معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : كما أخرجك ربك من بيتك بالحق ؛ أي : بالحق الواجب؛ ويكون تأويله : كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون " كذلك ننفل من رأينا؛ وإن كرهوا " ؛ لأن بعض الصحابة قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - حين جعل لكل من أتى بأسير شيئا؛ قال : " يبقى أكثر الناس بغير شيء " . [ ص: 400 ] فموضع الكاف في " كما " ؛ نصب؛ المعنى : " الأنفال ثابتة لك مثل إخراج ربك إياك من بيتك بالحق " ؛ وقوله : فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ؛ معنى " ذات بينكم " : حقيقة وصلكم؛ و " البين " : الوصل؛ قال (تعالى) : لقد تقطع بينكم ؛ أي : وصلكم؛ فالمعنى : " اتقوا الله؛ وكونوا مجتمعين على ما أمر الله ورسوله " ؛ وكذلك : " اللهم أصلح ذات البين " ؛ أي : " أصلح الحال التي بها يجتمع المسلمون " ؛ وقوله : وأطيعوا الله ورسوله ؛ أي : اقبلوا ما أمرتم به في الغنائم؛ وغيرها.

التالي السابق


الخدمات العلمية