معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ؛ تأويله : " إذا ذكرت عظمة الله؛ وقدرته؛ وما خوف به من عصاه؛ وجلت قلوبهم " ؛ أي : " فزعت لذلك " ؛ قال الشاعر :


لعمرك ما أدري وإني لأوجل ... على أينا تعدو المنية أول



يقال : " وجل؛ يوجل؛ وجلا " ؛ ويقال في معنى " يوجل " : " ياجل؛ ييجل؛ وييجل " ؛ [ ص: 401 ] هذه أربع لغات؛ حكاها سيبويه ؛ وأجودها : " يوجل " ؛ قال الله - عز وجل - : لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم

وقوله : وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا ؛ تأويل " الإيمان " : التصديق؛ وكل ما تلي عليهم من عند الله صدقوا به؛ فزاد تصديقهم بذلك زيادة إيمانهم؛ وقوله : أولئك هم المؤمنون حقا ؛ " حقا " ؛ منصوب بمعنى دلت عليه الجملة؛ والجملة هي " أولئك هم المؤمنون حقا " ؛ فالمعنى : " أحق ذلك حقا " ؛ وقوله : لهم درجات عند ربهم ؛ أي : لهم منازل في الرفعة؛ على قدر منازلهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية