معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم ؛ لما رأوا أنفسهم في قلة عدد استغاثوا؛ فأمدهم الله بالملائكة؛ قال الله - عز وجل - : أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ؛ يقال : " ردفت الرجل " ؛ إذا ركبت خلفه؛ و " أردفته " ؛ إذا أركبته خلفي؛ ويقال : " هذه دابة لا ترادف " ؛ ولا يقال : " لا تردف " ؛ ويقال : " أردفت الرجل " ؛ إذا جئت بعده؛ فمعنى " مردفين " : يأتون فرقة بعد فرقة؛ ويقرأ : " مردفين " ؛ ويجوز في اللغة [ ص: 403 ] " مردفين " ؛ ويجوز " مردفين " ؛ و " مردفين " ؛ يجوز في الراء؛ مع تشديد الدال؛ كسرها؛ وفتحها؛ وضمها؛ والدال مشددة مكسورة على كل حال : قال سيبويه : الأصل " مرتدفين " ؛ فأدغمت التاء في الدال؛ فصارت " مردفين " ؛ لأنك طرحت حركة التاء على الراء؛ قال : وإن شئت لم تطرح حركة التاء؛ وكسرت الراء؛ لالتقاء الساكنين؛ والذين ضموا الراء جعلوها تابعة لضمة الميم.

التالي السابق


الخدمات العلمية