معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ؛ " شاقوا " : جانبوا؛ صاروا في شق غير شق المؤمنين؛ ومثل " شاقوا " : جانبوا؛ وحازبوا؛ وحاربوا؛ معنى " حازبوا " : صار هؤلاء حزبا؛ وهؤلاء حزبا؛ ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب ؛ " يشاقق " ؛ و " يشاق " ؛ جميعا؛ إلا أنها ههنا " يشاقق " ؛ بإظهار التضعيف مع الجزم؛ وهي لغة أهل الحجاز؛ وغيرهم يدغم؛ فإذا أدغمت قلت : " من يشاق زيدا أهنه " ؛ بفتح القاف؛ لأن القافين ساكنتان؛ فحركت الثانية بالفتح لالتقاء الساكنين؛ ولأن قبلها ألفا؛ وإن شئت كسرت؛ فقلت : " يشاق زيدا " ؛ كسرت القاف؛ لأن أصل التقاء الساكنين الكسر؛ فإذا استقبلتها ألف ولام اخترت الكسر؛ فقلت : " ومن يشاق الله " ؛ ولا أعلم أحدا قرأ بها.

التالي السابق


الخدمات العلمية