معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
قوله - عز وجل -: قل من كان عدوا لجبريل ؛ " جبريل " ؛ في اسمه لغات؛ قرئ ببعضها؛ ومنها ما لم يقرأ به؛ فأجود اللغات " جبرئيل " ؛ بفتح الجيم؛ والهمز؛ لأن الذي يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في صاحب الصور: " جبرئيل ؛ عن يمينه؛ وميكائيل عن يساره " ؛ هذا الذي ضبطه أصحاب الحديث؛ ويقال: " جبريل " ؛ بفتح الجيم؛ وكسرها؛ ويقال أيضا: " جبرأل " ؛ بحذف الياء؛ وإثبات الهمزة؛ وتشديد اللام؛ ويقال: " جبرين " ؛ بالنون؛ وهذا [ ص: 180 ] لا يجوز في القرآن؛ أعني إثبات النون؛ لأنه خلاف المصحف؛ قال الشاعر:


شهدنا فما تلقى لنا من كتيبة ... يد الدهر إلا جبرئيل أمامها



وهذا البيت على لفظ ما في الحديث؛ وما عليه كثير من القراء؛ وقد جاء في الشعر: " جبريل " ؛ قال الشاعر:


وجبريل رسول الله فينا ...     وروح القدس ليس له كفاء



وإنما جرى ذكر هذا لأن اليهود قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: جبريل عدونا؛ فلو أتاك ميكائيل لقبلنا منك؛ فقال الله - عز وجل -: قل من كان عدوا لجبريل فإنه نـزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه ؛ يعني ما تقدم من الكتب؛ وهدى وبشرى للمؤمنين ؛ ونصب " مصدقا " ؛ على الحال.

التالي السابق


الخدمات العلمية