معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم ؛ موضع " إذ " ؛ نصب؛ المعنى : " اذكر إذ زين لهم الشيطان أعمالهم؛ وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم ؛ تمثل لهم إبليس في صورة رجل؛ يقال له : سراقة بن مالك بن جعثم؛ من كنانة؛ وقال لهم : لن يغلبكم أحد؛ وأنا جار لكم من بني كنانة؛ فلما تراءت الفئتان ؛ [ ص: 421 ] توافقتا حتى رأت كل واحدة الأخرى؛ فبصر إبليس بالملائكة تنزل من السماء؛ فنكص على عقبيه؛ وقال إني بريء منكم ؛ وذلك أنه عنف لهربه؛ فقال : إني بريء منكم؛ إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب ؛ ومعنى " نكص " : رجع بخزي؛ فإن قال قائل : كيف يقول إبليس : إني أخاف الله؛ وهو كافر؟ فالجواب في ذلك أنه ظن الوقت الذي أنظر إليه قد حضر.

التالي السابق


الخدمات العلمية