معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ؛ أي : اقتلوا هؤلاء الذين نقضوا العهد؛ ونقض عهدهم؛ وأحلوا هذه المدة؛ ويقال : إن الأربعة الأشهر كانت : عشرين من ذي الحجة؛ والمحرم؛ وصفر؛ وربيعا الأول؛ وعشرا من ربيع الآخر؛ لأن البراءة وقعت في يوم عرفة؛ فكان هذا الوقت ابتداء الأجل؛ واقعدوا لهم كل مرصد ؛ قال أبو عبيدة : المعنى : كل طريق؛ قال أبو الحسن الأخفش : " على " ؛ محذوفة؛ المعنى : " اقعدوا لهم على كل مرصد " ؛ وأنشد :


نغالي اللحم للأضياف نيئا ... ونرخصه إذا نضج القدور



[ ص: 431 ] المعنى : " نغالي باللحم " ؛ فحذف الباء ههنا؛ وكذلك حذف " على " ؛ قال أبو إسحاق : " كل مرصد " ؛ ظرف؛ كقولك : " ذهبت مذهبا " ؛ و " ذهبت طريقا " ؛ و " ذهبت كل طريق " ؛ فلست تحتاج أن تقول في هذا إلا ما تقوله في الظروف؛ مثل " خلف " ؛ و " أمام " ؛ و " قدام " ؛ وقوله : فإخوانكم في الدين ؛ أي : إن تابوا وآمنوا فهم مثلكم؛ قد درأ عنهم إيمانهم وتوبتهم إثم كفرهم؛ ونكثهم العهود.

التالي السابق


الخدمات العلمية