معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ؛ الله - جل وعز - قد علم قبل أمرهم بالقتال من يقاتل ممن لا يقاتل؛ ولكنه كان يعلم ذلك غيبا؛ فأراد العلم الذي يجازى عليه؛ لأنه - جل وعز - إنما يجازي على ما عملوا؛ وسورة " براءة " ؛ كانت تسمى " الحافرة " ؛ لأنها حفرت عن قلوب المنافقين؛ وذلك أنه لما فرض القتال تبين المنافق من غيره؛ ومن يوالي المؤمنين ممن يوالي أعداءهم؛ فقال - جل وعز - : أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة ؛ و " الوليجة " : البطانة؛ وهي مأخوذة من " ولج الشيء؛ يلج " ؛ إذا دخل؛ أي : ولم يتخذوا بينهم وبين الكافرين دخيلة مودة.

التالي السابق


الخدمات العلمية