معاني القرآن وإعرابه للزجاج

الزجاج - أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج

صفحة جزء
وقوله : وهموا بما لم ينالوا ؛ قيل : إنهم كانوا هموا بقتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وأنهم كانوا اثني عشر رجلا عزموا على أن يقفوا له بعقبة على طريقه؛ ويغتالوه؛ فأعلمه الله ذلك؛ فلما بلغ إليهم أمر من نحاهم عن طريقه؛ وسماهم رجلا رجلا؛ فهذه من أعظم آياته؛ لأن الأمر إنما علم في قصتهم بالوحي؛ وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله ؛ [ ص: 462 ] وإنما قيل : " أغناهم الله ورسوله " ؛ لأن أموالهم كثرت من الغنائم؛ فكان سبب ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وقوله : يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة ؛ معناه : مؤلما؛ وإنما قال : " في الدنيا " ؛ لأنهم أمر بقتلهم؛ ويجوز : " وما نقموا " .

التالي السابق


الخدمات العلمية