صفحة جزء
[ ص: 201 ] سورة هود

مكية كلها

1- أحكمت آياته فلم تنسخ .

ثم فصلت بالحلال والحرام. ويقال: فصلت: أنزلت شيئا بعد شيء، ولم تنزل جملة.

من لدن حكيم خبير أي: من عند حكيم خبير.

3- يمتعكم متاعا حسنا أي: يعمركم وأصل الإمتاع: الإطالة. يقال: أمتع الله بك ومتع الله بك إمتاعا ومتاعا. والشيء الطويل: ماتع. ويقال: جبل ماتع. وقد متع النهار: إذا تطاول.

5- يثنون صدورهم أي: يطوون ما فيها ويسترونه ليستخفوا بذلك من الله . [ ص: 202 ] ألا حين يستغشون ثيابهم أي: يستترون بها ويتغشونها.

6- ويعلم مستقرها ومستودعها قال ابن مسعود: مستقرها: الأرحام. ومستودعها: الأرض التي تموت فيها .

8- إلى أمة معدودة أي: إلى حين بغير توقيت. فأما قوله: وادكر بعد أمة فيقال: بعد سبع سنين.

9- ليئوس فعول من يئست. أي: قنوط .

10- ذهب السيئات عني أي: البلايا.

15- من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها أي: نؤتهم ثواب أعمالهم لها فيها.

وهم فيها لا يبخسون أي: لا ينقصون.

17- أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه مفسر في كتاب "المشكل" .

22- لا جرم حقا.

23- وأخبتوا إلى ربهم أي: تواضعوا لربهم. والإخبات: التواضع والوقار. [ ص: 203 ]

27- أراذلنا شرارنا. جمع أرذل. يقال: رجل رذل وقد رذل رذالة ورذولة.

بادي الرأي أي: ظاهر الرأي. بغير همز. من قولك: بدا لي ما كان خفيا: أي ظهر. ومن همزه جعله: أول الرأي. من بدأت في الأمر فأنا أبدأ.

28- أرأيتم إن كنت على بينة من ربي أي على يقين وبيان.

فعميت عليكم أي: عميتم عن ذلك. يقال: عمي علي هذا الأمر. إذا لم أفهمه، وعميت عنه; بمعنى.

أنلزمكموها أي: نوجبها عليكم ونأخذكم بفهمها وأنتم تكرهون ذلك ؟! .

35- قل إن افتريته أي: اختلقته.

فعلي إجرامي أي: جرم ذلك الاختلاق - إن كنت فعلت.

وأنا بريء مما تجرمون في التكذيب .

37- و الفلك السفينة. وجمعها فلك، مثل الواحد. [ ص: 204 ]

40- من كل زوجين اثنين أي من كل ذكر وأنثى اثنين.

وأهلك إلا من سبق عليه القول أي سبق القول بهلكته.

41- مجراها مسيرها.

ومرساها حيث ترسى وترسو أيضا. أي: تقف.

43- يعصمني من الماء أي: يمنعني منه.

قال لا عاصم اليوم لا معصوم اليوم.

من أمر الله إلا من رحم ومثله: من ماء دافق بمعنى مدفوق.

44- وغيض الماء أي: نقص. يقال: غاض الماء وغضته. أي: نقص ونقصته.

وقضي الأمر أي: فرغ منه، فغرق من غرق، ونجا من نجا

و الجودي جبل بالجزيرة.

46- إنه ليس من أهلك لمخالفته إياك. وهذا كما يقول الرجل لابنه إذا خالفه: اذهب فلست منك ولست مني. لا يريد به دفع نسبه. أي: قد فارقتك.

50- وإلى عاد أخاهم هودا جعله أخاهم; لأنه منهم.

54- إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء أي: أصابك بخبل، يقال: عراني كذا وكذا واعتراني: إذا ألم بي. ومنه قيل لمن أتاك يطلب نائلك: عار. ومنه قول النابغة: [ ص: 205 ]

أتيتك عاريا خلقا ثيابي ... على خوف تظن بي الظنون



59- عنيد العنيد والعنود والعاند: المعارض لك بالخلاف عليك.

60- وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة أي: ألحقوا.

63- فما تزيدونني غير تخسير أي: غير نقصان.

69- بعجل حنيذ أي: مشوي. يقال: حنذت الجمل: إذا شويته في خد من الأرض بالرضف، وهي الحجارة المحماة. وفي الحديث: أن خالد بن الوليد أكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتي بضب محنوذ.

70- فلما رأى أيديهم لا تصل إليه أي: إلى العجل، يريد رآهم لا يأكلون.

نكرهم أنكرهم. يقال: نكرتك، وأنكرتك، واستنكرتك.

وأوجس منهم خيفة أي: أضمر في نفسه خوفا.

71- فضحكت قال عكرمة: حاضت، من قولهم: ضحكت الأرنب: إذا حاضت .

وغيره من المفسرين يجعله الضحك بعينه . وكذلك هو في التوراة; وقرأت [ ص: 206 ] فيها: "أنها حين بشرت بالغلام ضحكت في نفسها وقالت: من بعد ما بليت أعود شابة، وسيدي إبراهيم قد شاخ؟ فقال الله لإبراهيم عليه السلام: لم ضحكت سرا - وسرا اسمها في التوراة. يعني سارة - وقالت: أحق أن ألد وقد كبرت؟ فجحدت سرا وقالت: لم أضحك. من أجل أنها خشيت. فقال: بلى لقد ضحكت".

ومن وراء إسحاق يعقوب أي: بعد إسحاق. قال أبو عبيدة: الوراء: ولد الولد.

سيء بهم فعل من السوء .

77- وقال هذا يوم عصيب أي: شديد. يقال: يوم عصيب وعصبصب.

78- وجاءه قومه يهرعون إليه أي: يسرعون إليه. يقال: أهرع الرجل: إذا أسرع على لفظ ما لم يسم فاعله كما يقال: أرعد. ويقال: جاء القوم: يهرعون، وهي رعدة تحل بهم حتى تذهب عندها عقولهم من الفزع والخوف إذا أسرعوا .

هؤلاء بناتي هن أطهر لكم أي: تزوجوهن فهن أطهر لكم. [ ص: 207 ] في ضيفي أي: في أضيافي. والواحد يدل على الجمع . كما يقال: هؤلاء رسولي ووكيلي.

79- قالوا لقد علمت ما لنا في بناتك من حق أي: لم نتزوجهن قبل، فنستحقهن.

80- أو آوي إلى ركن شديد أي: عشيرة .

81- فأسر بأهلك أي: سر بهم ليلا.

بقطع من الليل أي: ببقية تبقى من آخره. والقطع والقطعة: شيء واحد .

82- حجارة من سجيل يذهب بعض المفسرين إلى أنها "سنك وكل" بالفارسية ويعتبره بقوله عز وجل: حجارة من طين يعني الآجر. كذلك قال ابن عباس .

وقال أبو عبيدة السجيل: الشديد. وأنشد لابن مقبل: [ ص: 208 ]

ضربا تواصى به الأبطال سجينا



وقال: يريد ضربا شديدا.

ولست أدري ما سجيل من سجين. وذاك باللام وهذا بالنون. وإنما سجين في بيت ابن مقبل "فعيل" من سجنت. أي حبست. كأنه قال: ضرب يثبت صاحبه بمكانه. أي يحبسه مقتولا أو مقاربا للقتل. و"فعيل" لما دام منه العمل. كقولك: رجل فسيق وسكير وسكيت: إذا أدام منه الفسق والسكر والسكوت. وكذلك "سجين". هو ضرب يدوم منه الإثبات والحبس.

وبعض الرواة يرويه "سخين" - من السخونة - أي ضربا سخنا.

منضود بعضه على بعض كما تنضد الثياب وكما ينضد اللبن.

83- مسومة معلمة بمثل الخواتيم. والسومة: العلامة .

86- بقيت الله خير لكم أي: ما أبقى الله لكم من حلال الرزق خير من التطفيف.

87- أصلاتك تأمرك أي: دينك. ويقال: قراءتك .

89- لا يجرمنكم شقاقي أي: لا يكسبنكم ويجر عليكم شقاقي، أي: عداوتي، أن تهلكوا . [ ص: 209 ]

91- ولولا رهطك لرجمناك أي: قتلناك. وكانوا يقتلون رجما. فسمى القتل رجما. ومثله: قوله: لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم .

92- واتخذتموه وراءكم ظهريا أي: لم تلتفتوا إلى ما جئتكم به عنه، تقول العرب: جعلتني ظهريا وجعلت حاجتي منك بظهر; إذا أعرضت عنه وعن حاجته.

93- وارتقبوا إني معكم رقيب أي: انتظروا إني معكم منتظر .

95- ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود يقال: بعد يبعد: إذا كان بعد، هلكة. وبعد يبعد: إذا نأى.

99- الرفد العطية. يقال: رفدته أرفده; إذا أعطيته وأعنته.

و المرفود المعطى. كما تقول: بئس العطاء والمعطى.

100- ذلك من أنباء القرى أي: من أخبار الأمم.

منها قائم أي: ظاهر للعين.

وحصيد قد أبيد وحصد.

101- وما زادوهم غير تتبيب أي: غير تخسير. ومنه قوله عز وجل: تبت يدا أبي لهب أي: خسرت. [ ص: 210 ]

107- خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك مبين في كتاب "المشكل" .

108- غير مجذوذ أي: غير مقطوع. يقال: جذذت، وجددت وجذفت، وجدفت; إذا قطعت.

110- ولولا كلمة سبقت من ربك أي: نظرة لهم إلى يوم الدين.

لقضي بينهم في الدنيا.

112- فاستقم كما أمرت أي: امض على ما أمرت به.

114- وزلفا من الليل أي: ساعة بعد ساعة. واحدتها زلفة. ومنه يقال: أزلفني كذا عندك; أي: أدناني.

والمزالف: المنازل والدرج. وكذلك الزلف. قال العجاج:


طي الليالي زلفا فزلفا ...     سماوة الهلال حتى احقوقفا



116- فلولا كان من القرون من قبلكم أي: فهلا.

أولو بقية أي: أولو بقية من دين. يقال: [قوم] لهم بقية وفيهم بقية. إذا كانت بهم مسكة وفيهم خير. [ ص: 211 ] واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه ما أعطوا من الأموال; أي: آثروه واتبعوه ففتنوا به .

118- ولا يزالون مختلفين في دينهم.

119- إلا من رحم ربك فإن دينهم واحد لا يختلفون.

ولذلك خلقهم يعني: لرحمته خلق الذين لا يختلفون في دينهم. وقد ذهب قوم إلى أنه للاختلاف خلقهم الله. والله أعلم بما أراد.

120- وجاءك في هذه الحق أي: في هذه السورة .

121- اعملوا على مكانتكم أي: على مواضعكم واثبتوا إنا عاملون

122- وانتظروا إنا منتظرون تهديد ووعيد.

التالي السابق


الخدمات العلمية