صفحة جزء
[ ص: 348 ] سورة الأحزاب

مدنية كلها

4- وما جعل أدعياءكم أبناءكم من تبنيتموه واتخذتموه ولدا.

يقول: ما جعلهم بمنزلة ولد الصلب; وكانوا يورثون من ادعوه.

ذلكم قولكم بأفواهكم أي قولكم على التشبيه والمجاز، لا على الحقيقة.

والله يقول الحق

5- هو أقسط عند الله أي أعدل وأصح.

6- مسطورا أي مكتوبا.

10- وإذ زاغت الأبصار أي عدلت.

وبلغت القلوب الحناجر أي كادت تبلغ الحلوق من الخوف .

11- وزلزلوا زلزالا شديدا أي شدد عليهم وهول. و"الزلازل": الشدائد. وأصلها من "التحريك".

13- إن بيوتنا عورة أي خالية، فقد أمكن من أراد دخولها، وأصل "العورة": ما ذهب عنه الستر والحفظ; فكأن الرجال ستر وحفظ للبيوت، فإذا ذهبوا أعورت البيوت. تقول العرب: أعور منزلك; إذا ذهب ستره، أو [ ص: 349 ] سقط جداره. وأعور الفارس: إذا بدا فيه موضع خلل للضرب بالسيف أو الطعن.

يقول الله: وما هي بعورة ; لأن الله يحفظها. ولكن يريدون الفرار.

14- ولو دخلت عليهم من أقطارها أي من جوانبها.

ثم سئلوا الفتنة أي الكفر-: لآتوها أي أعطوا ذلك من أراده.

وما تلبثوا بها أي بالمدينة.

ومن قرأ: (لأتوها بقصر الألف أراد: لصاروا إليها.

19- سلقوكم بألسنة حداد يقول: آذوكم بالكلام [الشديد] .

يقال: خطيب مسلق ومسلاق. وفيه لغة أخرى: "صلقوكم"; ولا يقرأ بها.

وأصل "الصلق": الضرب. قال ابن أحمر -يصف سوطا ضرب به ناقته-:


كأن وقعته -لوذان مرفقها- ... صلق الصفا بأديم وقعه تير



23- من قضى نحبه أي قتل. وأصل "النحب": النذر. وكان قوم نذروا -إن لقوا العدو-: أن يقاتلوا حتى يقتلوا أو يفتح الله; فقتلوا. فقيل: فلان قضى نحبه; إذا قتل .

26- من صياصيهم أي من حصونهم. وأصل "الصياصي": قرون البقر; لأنها تمتنع بها وتدفع عن أنفسها. فقيل للحصون صياصي: لأنها تمنع. [ ص: 350 ] 30 و31- يضاعف لها العذاب ضعفين قال أبو عبيدة: يجعل الواحد ثلاثة [لا] اثنين. هذا معنى قول أبي عبيدة.

ولا أراه كذاك; لأنه يقول بعد: ومن يقنت منكن لله ورسوله أي يطعهما: وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين ; فهذا يدل على أن "الضعفين" ثم أيضا: مثلان.

وكأنه أراد: يضاعف لها العذاب، فيجعل ضعفين، أي مثلين، كل واحد منهما ضعف الآخر. وضعف الشيء: مثله. ولذلك قرأ أبو عمرو: (يضعف لأنه رأى أن "يضعف" للمثل و "يضاعف" لما فوق ذلك.

وهذا كما يقول الرجل: إن أعطيتني درهما كافأتك بضعفين -أي بدرهمين- فإن أعطيتني فردا أعطيتك زوجين; يريد اثنين. ومثله: ربنا آتهم ضعفين من العذاب أي مثلين.

32- فلا تخضعن بالقول أي فلا تلن القول فيطمع الذي في قلبه مرض أي فجور; وقلن قولا معروفا أي صحيحا: لا يطمع فاجرا.

33- (وقرن في بيوتكن من الوقار يقال: وقر في منزله يقر وقورا .

ومن قرأ: وقرن في بيوتكن بنصب القاف; جعله من "القرار". وكأنه من "قر يقر" بفتح القاف. أراد: "اقررن في بيوتكن"; فحذف الراء [ ص: 351 ] الأولى، وحول فتحتها إلى القاف. كما يقال: ظلن في موضع كذا; من "اظللن". قال الله تعالى: فظلتم تفكهون .

ولم نسمع بـ "قر يقر" إلا في قرة العين. فأما في الاستقرار فإنما هو "قر يقر" بالقاف مكسورة. ولعلها لغة .

38- ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له أي أحل الله له .

سنة الله في الذين خلوا من قبل أنه لا حرج على أحد فيما لم يحرم عليه.

42- و ( الأصيل ) ما بين العصر إلى الليل.

43- يصلي عليكم أي يبارك عليكم. ويقال: يغفر لكم.

وملائكته أي تستغفر لكم .

50- آتيت أجورهن أي مهورهن.

51- ترجي من تشاء منهن أي تؤخر. يهمز ولا يهمز . يقال: أرجيت الأمر وأرجأته.

وتؤوي إليك من تشاء أي تضم.

قال الحسن : "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا خطب امرأة لم يكن لأحد أن يخطبها حتى يدعها النبي صلى الله عليه وسلم أو يتزوجها". [ ص: 352 ] ويقال: "هذا في قسمة الأيام بينهن; كان يسوي بينهن قبل ثم نزل. [أي] تؤخر من شئت فلا تقسم له. وتضم إليك من شئت بغير قسمة" .

52- لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج قصره على أزواجه، وحرم عليه ما سواهن إلا ما ملكت يمينه من الإماء.

53- غير ناظرين إناه أي منتظرين وقت إدراكه .

59- يدنين عليهن من جلابيبهن أي يلبسن الأردية.

60- لنغرينك بهم أي لنسلطنك عليهم، ونولعنك بهم.

70- قولا سديدا أي قصدا.

72- إنا عرضنا الأمانة يعني: الفرائض.

على السماوات والأرض والجبال بما فيها من الثواب والعقاب.

فأبين أن يحملنها وعرضت على الإنسان -بما فيها من الثواب والعقاب- فحملها.

وقال بعض المفسرين: "إن آدم لما حضرته الوفاة قال: يا رب! من أستخلف بعدي؟ فقيل له: اعرض خلافتك على جميع الخلق، فعرضها، فكل أباها غير ولده" .

التالي السابق


الخدمات العلمية