صفحة جزء
[ ص: 363 ] سورة يس

مكية كلها

7- لقد حق القول على أكثرهم أي وجب.

8- فهم مقمحون "المقمح": الذي يرفع رأسه ويغض بصره. يقال: بعير قامح وإبل قماح; إذا رويت من الماء وقمحت. قال الشاعر -وذكر سفينة وركبانها-:


ونحن على جوانبها قعود ... نغض الطرف كالإبل القماح



يريد إنا حبسناهم عن الإنفاق في سبيل الله بموانع كالأغلال.

9- وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا والسد والسد الجبل. وجمعهما: أسداد.

فأغشيناهم أي أغشينا عيونهم وأعميناهم عن الهدى. وقال الأسود بن يعفر -وكان قد كف بصره-:


ومن الحوادث -لا أبا لك- أنني ...     ضربت علي الأرض بالأسداد


ما أهتدي فيها لمدفع تلعة ...     بين العذيب وبين أرض مراد

[ ص: 364 ]

12- ونكتب ما قدموا من أعمالهم; وآثارهم ما استن به بعدهم من سننهم. وهو مثل قوله: ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر أي بما قدم من عمله وأخر من أثر باق بعده.

14- فعززنا بثالث أي قوينا وشددنا. يقال: عزز منه; أي قو من قلبه. وتعزز لحم الناقة: إذا صلب.

18و19- قالوا إنا تطيرنا بكم قال قتادة: يقولون: إن أصابنا شر فهو بكم.

قالوا طائركم معكم ثم قال: أإن ذكرتم تطيرتم بنا؟

وقال غيره: طائركم معكم أين ذكرتم .

و"الطائر" هاهنا: العمل والرزق. يقول: هو في أعناقكم ليس من شؤمنا. ومثله: وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه . وقد ذكرناه فيما تقدم.

25- إني آمنت بربكم فاسمعون أي فاشهدوا.

34 و 35- وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون * ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم [ ص: 365 ] أي وليأكلوا مما عملته أيديهم. ويجوز أن يكون: إنا جعلنا لهم جنات من نخيل وأعناب ولم تعمله أيديهم. ويقرأ: (وما عملت أيديهم بلا هاء .

36- سبحان الذي خلق الأزواج كلها أي الأجناس كلها .

37- فإذا هم مظلمون أي داخلون في الظلام.

38- والشمس تجري لمستقر لها أي موضع تنتهي إليه فلا تجاوزه; ثم ترجع .

39- و (العرجون عود الكباسة. وهو: الإهان أيضا. و ( القديم الذي قد أتى عليه حول فاستقوس ودق. وشبه القمر -آخر ليلة يطلع- به .

40- لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر فيجتمعا.

ولا الليل سابق النهار أي لا يفوت الليل النهار فيذهب قبل مجيئه.

وكل في فلك يسبحون يعني: الشمس والقمر والنجوم يسبحون أي يجرون .

43 و 44- فلا صريخ لهم أي لا مغيث لهم ولا مجير. [ ص: 366 ] ولا هم ينقذون إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين أي إلا أن نرحمهم ونمتعهم إلى أجل.

49- يخصمون أي يختصمون. فأدغم التاء في الصاد.

51- و ( الأجداث القبور. واحدها: جدث.

ينسلون قد ذكرناه في سورة الأنبياء .

53- محضرون مشهدون.

55- ( في شغل فاكهون أي يتفكهون. قال: أبو عبيد تقول العرب للرجل -إذا كان يتفكه بالطعام أو بالفاكهة أو بأعراض الناس-: إن فلانا لفكه بكذا، قال الشاعر:


فكه إلى جنب الخوان إذا غدت ...     نكباء تقطع ثابت الأطناب



ومنه يقال للمزاح: فاكهة. ومن قرأ: (فاكهون أراد ذوي فاكهة; كما يقال: فلان لابن تامر.

وقال الفراء "هما جميعا سواء: فكه وفاكه; كما يقال حذر وحاذر". وروي في التفسير: (فاكهون ناعمون. وفكهون: معجبون.

56- في ظلال جمع ظل و (في ظلل جمع ظلة.

( الأرائك ) السرر في الحجال. واحدها: أريكة. [ ص: 367 ]

57- ولهم ما يدعون أي ما يتمنون. ومنه يقول الناس: هو في خير ما ادعى; أي ما تمنى. والعرب تقول: ادع [علي] ما شئت; أي تمن [علي] ما شئت.

58- سلام قولا من رب رحيم أي سلام يقال لهم [فيها] كأنهم يتلقونه من رب رحيم.

59- وامتازوا اليوم أيها المجرمون أي انقطعوا عن المؤمنين وتميزوا منهم. يقال: مزت الشيء من الشيء -إذا عزلته عنه- فانماز وامتاز وميزته فتميز.

60- ألم أعهد إليكم ألم آمركم ألم أوصكم؟!

62- ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أي خلقا. وجبلا بالضم والتخفيف، مثله. والجبل أيضا: الخلق. قال الشاعر:


[جهارا] ويستمتعن بالأنس الجبل



66- ولو نشاء لطمسنا على أعينهم والمطموس هو [الأعمى] الذي لا يكون بين جفنيه شق.

فاستبقوا الصراط ليجوزوا.

فأنى يبصرون أي فكيف يبصرون؟!. [ ص: 368 ]

67- على مكانتهم هو مثل مكانهم. يقال: مكان ومكانة ومنزل ومنزلة.

68- ومن نعمره ننكسه في الخلق أي نرده إلى أرذل العمر.

70- لينذر من كان حيا أي مؤمنا. ويقال: عاقلا.

71- خلقنا لهم مما عملت أيدينا يجوز أن يكون مما عملناه بقدرتنا وقوتنا. وفي اليد القوة والقدرة على العمل; فتستعار اليد فتوضع موضعها. على ما بيناه في كتاب "المشكل" . هذا مجاز للعرب يحتمله هذا الحرف والله أعلم بما أراد.

72- فمنها ركوبهم أي ما يركبون. والحلوب: ما يحلبون والجلوبة: ما يجلبون. ويقرأ: "ركوبتهم" أيضا. [وهي] قراءة عائشة رضي الله عنها .

78- وهي رميم أي بالية. يقال: رم العظم -إذا بلي- فهو رميم ورمام . كما يقال: رفات وفتات.

80- الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا أراد الزنود التي توري بها الأعراب من شجر المرخ والعفار.

التالي السابق


الخدمات العلمية