صفحة جزء
[ ص: 369 ] سورة الصافات

مكية كلها

2-3- قال ابن مسعود: ( والصافات صفا ، فالزاجرات زجرا ، فالتاليات ذكرا هم الملائكة .

8- لا يسمعون أي لا يتسمعون. فأدغمت التاء في السين.

إلى الملإ الأعلى ملائكة الله.

9- دحورا يعني طردا. يقال: دحرته دحرا ودحورا; أي دفعته.

ولهم عذاب واصب أي دائم.

10- فأتبعه أي لحقه.

شهاب ثاقب كوكب مضيء بين. يقال: أثقب نارك، أي أضئها. و"الثقوب" ما تذكى به النار.

11- فاستفتهم أي سلهم.

من طين لازب أي لاصق لازم. والباء تبدل من الميم لقرب مخرجيهما.

12- بل عجبت ويسخرون قال قتادة: "بل عجبت من وحي الله وكتابه، وهم يسخرون [بما جئت به] " . [ ص: 370 ]

14- وإذا رأوا آية يستسخرون أي يسخرون. يقال: سخر واستسخر; كما يقال: قر واستقر. ومثله: عجب واستعجب. قال أوس بن حجر:


ومستعجب مما يرى من أناتنا ... ولو زبنته الحرب لم يترمرم



ويجوز أن يكون: يسألون غيرهم -من المشركين- أن يسخروا من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم . كما تقول: استعتبته: سألته العتبى. واستوهبته: سألته الهبة. واستعفيته سألته العفو.

22- احشروا الذين ظلموا وأزواجهم أي أشكالهم. تقول العرب: زوجت إبلي; إذا قرنت واحدا بآخر.

ويقال: قرناؤهم من الشياطين.

28- كنتم تأتوننا عن اليمين أي تخدعوننا وتفتنوننا عن طاعة الله. وقد بينت هذا في كتاب "المشكل" .

47- لا فيها غول أي لا تغتال عقولهم فتذهب بها. يقال: "الخمر غول للحلم، والحرب غول للنفوس". وغالني غولا. و"الغول":البعد.

ولا هم عنها ينزفون أي لا تذهب خمرهم وتنقطع ولا تذهب عقولهم. يقال: نزف الرجل; إذا ذهب عقله وإذا نفد شرابه.

وتقرأ: (ينزفون من "أنزف الرجل": إذا حان منه النزف [ ص: 371 ] أو وقع له النزف. كما يقال: أقطف الكرم; [إذا حان قطافه] ; وأحصد الزرع [إذا حان حصاده] .

48- قاصرات الطرف أي قصرن أبصارهن على الأزواج ولم يطمعن إلى غيرهم وأصل "القصر": الحبس.

عين نجل العيون أي واسعاتها. جمع "عيناء".

49- كأنهن بيض مكنون العرب تشبه النساء ببيض النعام. قال امرؤ القيس:


كبكر المقانات البياض بصفرة ...     غذاها نمير الماء غير محلل



و"المكنون": المصون. يقال. كننت الشيء; إذا صنته; وأكننته: أخفيته.

51- إني كان لي قرين أي صاحب.

53- أإنا لمدينون أي مجزيون بأعمالنا. يقال: دنته بما صنع; أي جزيته.

55- سواء الجحيم وسطها .

56- إن كدت لتردين أي لتهلكني. يقال: أرديت فلانا، أي أهلكته. و"الردى": الموت والهلاك.

57- لكنت من المحضرين أي من المحضرين [في] النار.

62- أذلك خير نزلا أي رزقا. ومنه "إقامة الأنزال" . و"أنزال الجنود": أرزاقها. [ ص: 372 ]

63- إنا جعلناها فتنة للظالمين أي عذابا.

65- طلعها أي حملها. سمي طلعا لطلوعه في كل سنة .

67- ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم أي خلطا من الماء الحار يشربونه عليها.

69- إنهم ألفوا آباءهم ضالين أي وجدوهم كذلك.

70- فهم على آثارهم يهرعون أي يسرعون و"الإهراع": الإسراع، وفيه شبيه بالرعدة.

78- وتركنا عليه أي أبقينا عليه ذكرا حسنا.

في الآخرين أي في الباقين من الأمم.

88-89- فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم مفسر في كتاب "تأويل المشكل" .

93- فراغ عليهم ضربا أي مال عليهم يضربهم. باليمين و"الرواغ" منه.

94- فأقبلوا إليه يزفون أي: يسرعون إليه في المشي. يقال: زفت النعامة .

97- فألقوه في الجحيم أي في النار. و"الجحيم": الجمر. قال عاصم بن ثابت:

وضالة مثل الجحيم الموقد [ ص: 373 ] أراد: سهاما مثل الجمر. ويقال: "رأيت جحمة النار" أي تلهبها; و"للنار جاحم" أي توقد وتلهب.

102- فلما بلغ معه السعي أي بلغ أن ينصرف معه ويعينه .

قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك أي سأذبحك.

ولم يرد -فيما يرى أهل النظر- أنه ذبحه في المنام. ولكنه أمر في المنام بذبحه فقال: إني أرى في المنام أني سأذبحك.

ومثل هذا: رجل رأى في المنام أنه يؤذن -والأذان دليل الحج- فقال: إني رأيت في المنام أني أحج; أي سأحج.

وقوله: يا أبت افعل ما تؤمر دليل على أنه أمر بذلك في المنام.

103- فلما أسلما أي استسلما لأمر الله. و"سلما" مثله.

وتله للجبين أي صرعه على جبينه، فصار أحد جبينيه على الأرض. وهما جبينان والجبهة بينهما. وهي: ما أصاب الأرض في السجود.

104-105- وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا أي حققت الرؤيا. أي صدقت الأمر في الرؤيا وعملت به.

106- إن هذا لهو البلاء المبين أي الاختبار العظيم . [ ص: 374 ]

107- وفديناه بذبح عظيم أي بكبش. والذبح: اسم ما ذبح. والذبح بنصب الذال: مصدر ذبحت.

125- أتدعون بعلا أي ربا. يقال: أنا بعل هذه الناقة، أي ربها. وبعل الدار أي مالكها.

ويقال: بعل صنم كان لهم .

140- إلى الفلك المشحون أي السفينة المملوءة.

141- فساهم أي فقارع.

فكان من المدحضين أي من المقروعين. يقال: أدحض الله حجته فدحضت; أي أزالها فزالت. وأصل الدحض: الزلق.

وقال ابن عيينة: فساهم أي قامر. فكان من المدحضين أي المقمورين".

142- وهو مليم أي مذنب. يقال: ألام الرجل ; إذا أذنب ذنبا يلام عليه.

143- فلولا أنه كان من المسبحين يقال: من المصلين.

145- فنبذناه ألقيناه.

بالعراء وهي: الأرض التي لا يتوارى فيها بشجر ولا غيره. وكأنه من عري الشيء. [ ص: 375 ]

146- و ( اليقطين ) الشجر الذي لا يقوم على ساق. مثل القرع والحنظل والبطيخ. وهو: يفعيل.

147- وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون أي ويزيدون. و"أو" معنى "الواو". على ما بينت في "تأويل المشكل"

149- فاستفتهم أي سلهم.

156- أم لكم سلطان مبين أي حجة بينة .

158-160- وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا يقول: جعلوا الملائكة بنات الله، وجعلوهم من الجن.

ولقد علمت الجنة إنهم يريد: الذين جعلوهم بنات الله. لمحضرون النار. إلا عباد الله المخلصين

162- ما أنتم عليه بفاتنين أي بمضلين

163- إلا من هو صال الجحيم أي من قضي عليه أن يصلى الجحيم.

164- وما منا إلا له مقام معلوم هذا قول الملائكة.

166- وإنا لنحن المسبحون أي المصلون.

167- وإن كانوا ليقولون يعني: أهل مكة.

170- فكفروا به بمحمد صلى الله عليه وعلى آله. أي كذبوا بأنه مبعوث.

التالي السابق


الخدمات العلمية