صفحة جزء
189- وقال: (هن أم الكتاب) ولم يقل: "أمهات" كما يقول الرجل: "ما لي نصير؟" فتقول: "نحن نصيرك" وهو يشبه "دعني من تمرتان". قال [ منظور بن مرثد الأسدي ]:

[ ص: 209 ]

(162) تعرضت لي بمكان حل تعرض المهرة في الطول     تعرضا لم تأل عن قتلا لي

فجعله على الحكاية؛ لأنه كان منصوبا قبل ذلك كما ترى، كما تقول: "نودي" "الصلاة الصلاة" "أي: تحكي قوله: "الصلاة الصلاة" وقال بعضهم: إنما هي "أن قتلا لي" ولكنه جعله عينا ؛ لأن من لغته في "أن" "عن". والنصب على الأمر كأنك قلت: ضربا لزيد ".

وقال: (كل من عند ربنا) لأن "كل" قد يضمر فيها كما قال: (إنا كل فيها) يريد: كلنا فيها. ولا تكون "كل" مضمرا فيها وهي صفة إنما تكون مضمرا فيها إذا جعلتها اسما لو كان: "إنا كلا فيها" على الصفة لم يجز؛ لأن الإضمار فيها ضعيف لا يتمكن في كل مكان.

التالي السابق


الخدمات العلمية