صفحة جزء
19- وقوله: (فما ربحت تجارتهم) فهذا على قول العرب: "خاب سعيك"؛ وإنما هو الذي خاب، وإنما يريد "فما ربحوا في تجارتهم"، ومثله : (بل مكر الليل والنهار) ، (ولكن البر من آمن بالله) إنما هو "ولكن البر بر من آمن بالله". وقال الشاعر: [ النابغة الجعدي ] :

(25)

(25) وكيف تواصل من أصبحت خلالته كأبي مرحب



[ ص: 53 ] وقال الشاعر [ الحطيئة ]:


(26) وشر المنايا ميت وسط أهله     كهلك الفتاة أسلم الحي حاضره

إنما يريد "وشر المنايا منية ميت وسط أهله، ومثله: "أكثر شربي الماء" و "أكثر أكلي الخبز" وليس أكلك بالخبز ولا شربك بالماء. ولكن تريد: أكثر أكلي أكل الخبز، وأكثر شربي شرب الماء. قال: (واسأل القرية) يريد: "أهل القرية"، (والعير) أي: "وسل أصحاب العير". وقال: (ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق) فإنما هو - والله أعلم - "مثلكم ومثل الذين كفروا كمثل الناعق والمنعوق به". فحذف هذا الكلام، ودل ما بقي على معناه. ومثل هذا في القرآن كثير. وقد قال بعضهم : (ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق) يقول: "مثلهم في دعائهم الآلهة كمثل الذي ينعق بالغنم؛ " لأن آلهتهم لا تسمع ولا تعقل، كما لا تسمع الغنم ولا تعقل.

***

التالي السابق


الخدمات العلمية