صفحة جزء
256- وقال تعالى: (إن الأمر كله لله) إذا جعلت "كلا" اسما كقولك: "إن الأمر بعضه لزيد " وإن جعلته صفة نصبت. وإن شئت نصبت على البدل؛ لأنك لو قلت: "إن الأمر بعضه لزيد " جاز على البدل، والصفة لا تكون في "بعض". قال الشاعر: [ الأخطل ]:

[ ص: 237 ]

(171) إن السيوف غدوها ورواحها تركا فزارة مثل قرن الأعضب

فابتدأ "الغدو والرواح" وجعل الفعل لهما. وقد نصب بعضهم "غدوها ورواحها" وقال: "تركت هوازن" فجعل "الترك" للسيوف، وجعل "الغدو والرواح" تابعا لها كالصفة حتى صار بمنزلة "كلها". وتقول: (إن الأمر كله لله) على التوكيد أجود وبه نقرأ.

وقال تعالى: (لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم) وقد قال بعضهم: (القتال) و"القتل" فيما نرى، أصوبهما إن شاء الله - لأنه قال: (إلى مضاجعهم) .

وقال: (وليبتلي الله ما في صدوركم) : أي: كي يبتلي الله.

التالي السابق


الخدمات العلمية