صفحة جزء
275- قال: (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى) لأنه من "أقسط يقسط". و"الإقساط": العدل. وأما "قسط" فإنه "جار" قال: (وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا) فـ "أقسط": عدل و"قسط": جار. قال: (وأقسطوا إن الله يحب المقسطين) .

قال: (مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) يقول: "فانكحوا واحدة: (أو ما ملكت أيمانكم) . أي: أنكحوا ما ملكت أيمانكم. وأما ترك الصرف في: (مثنى وثلاث ورباع) فإنه عدل عن "اثنين وثلاث وأربع" كما أنه من عدل " عمر " عن " عامر " لم يصرف. وقال تعالى: (أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع) فنصب. وقال: (أن تقوموا لله مثنى وفرادى) فهو معدول كذلك، ولو سميت به

[ ص: 245 ] صرفت لأنه إذا كان اسما فليس في معنى "اثنين وثلاثة وأربعة". كما قال "نزال" حين كان في معنى "انزلوا" وإذا سميت به رفعته.

قال الشاعر: [ عمرو ذو الكلب ]:


(172) أحم الله ذلك من لقاء أحاد أحاد في شهر حلال

وقال [ ساعدة بن جؤية ]:


(173) ولكنما أهلي بواد أنيسه     ذئاب تبغى الناس مثنى وموحدا

وقال تعالى: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء) يقول: "لينكح كل واحد منكم كل واحدة من هذه العدة" كما قال تعالى: (فاجلدوهم ثمانين جلدة) يقول: "فاجلدوا كل واحد منهم".

التالي السابق


الخدمات العلمية