صفحة جزء
282- قال: (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين)

[ ص: 248 ] فالمثل مرفوع على الابتداء وإنما هو تفسير الوصية كما قال: (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم) فسر الوعد يقول: "هكذا وعدهم" أي: قال "لهم مغفرة". قال الشاعر: [ الفرزدق ]:


(175) عشية ما ود ابن غراء أمه لها من سوانا إذ دعا أبوان

قال: (فإن كن نساء) فترك الكلام الأول وقال "إذ كن المتروكات نساء" نصب وكذلك: (وإن كانت واحدة) .

وقال: (ولأبويه لكل واحد منهما السدس) فهذه الهاء التي في "أبويه" ضمير الميت لأنه لما قال: (يوصيكم الله في أولادكم) كان المعنى: يوصي الله الميت قبل موته بأن عليه لأبويه كذا ولولده كذا. أي: فلا يأخذن إلا ماله.

وقال: (فإن كان له إخوة) فيذكرون أن الإخوة اثنان ومثله "إنا فعلنا" وأنتما اثنان، وقد يشبه ما كان من شيئين وليس مثله، ولكن اثنين قد جعل جماعة قول الله عز وجل: (إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما) وقال: (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما) وذلك أن في كلام العرب أن كل شيئين من شيء فهو جماعة وقد يكون اثنين في الشعر [قال الفرزدق ]:

[ ص: 249 ]

(176) بما في فؤادينا من الشوق والهوى     فيجبر منهاض الفؤاد المسقف

وقال الفرزدق :


(177) هما نفثا في في من فمويهما     على النابح العاوي أشد لجام

وقد يجعل هذا في الشعر واحدا. قال: [ المسيب بن زيد مناة الغنوي ]:


(178) لا تنكر القتل وقد سبينا     في حلقكم عظم وقد شجينا

وقال الآخر:


(179) كلوا في بعض بطنكم تعفوا     فإن زمانكم زمن خميص

ونظير هذا قوله: "تسع مائة" وإنما هو "تسع مئات" أو"مئين" فجعله واحدا، وذلك أن ما بين العشرة إلى الثلاثة يكون جماعة نحو: "ثلاثة رجال وعشرة رجال" ثم جعلوه في "المئين" واحدا.

التالي السابق


الخدمات العلمية