[ ص: 259 ]  297- وقال: 
 (من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه) يقول: "منهم قوم" فأضمر "القوم". قال 
النابغة الذبياني   : 
 (186) كأنك من جمال بني أقيش يقعقع بين رجليه بشن 
أي: كأنك جمل منها. وكما قال: 
 (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به) أي: وإن منهم واحد إلا ليؤمنن به". والعرب تقول: "رأيت الذي أمس" أي: رأيت الذي جاءك أمس" أو "تكلم أمس". 
: 
 (واسمع غير مسمع وراعنا ليا) وقوله: 
 (راعنا) أي: "راعنا سمعك. في معنى: أرعنا. وقوله: 
 (غير مسمع) أي: لا سمعت وأما: 
 (غير مسمع) أي: لا يسمع منك فأنت غير مسمع. 
وقال: 
 (واسمع وانظرنا لكان خيرا لهم)  . وإنما قال: 
 (وانظرنا) لأنها من "نظرته" أي: "انتظرته". وقال: 
 (انظرونا نقتبس من نوركم) أي: انتظروا. وأما قوله: 
 (يوم ينظر المرء ما قدمت يداه) فإنما هي: إلى قدمت يداه. قال الشاعر [ 
عبد الله بن قيس الرقيات   ]: 
 (187) ظاهرات الجمال والحسن ينظر     ن كما تنظر الأراك الظباء 
وإن شئت كان: 
 (ينظر المرء ما قدمت يداه) على الاستفهام مثل قولك: "ينظر خيرا قدمت يداه أم شرا".