صفحة جزء
360- قال: (ثم عموا وصموا كثير منهم) ولم يقل "ثم عمي وصم" وهو فعل مقدم لأنه أخبر عن قوم أنهم عموا وصموا، ثم فسر كم صنع ذلك منهم كما تقول: "رأيت قومك ثلثيهم" ومثل ذلك: (وأسروا النجوى الذين ظلموا) وإن شئت جعلت الفعل للآخر فجعلته على لغة الذين يقولون "أكلوني البراغيث" كما قال: [ الفرزدق ]:


(196) ولكن ديافي أبوه وأمه بحوران يعصرن السليط أقاربه

361- قال: (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة) وذلك أنهم جعلوا معه " عيسى " و" مريم ". كذلك يكون في الكلام إذا كان واحد مع اثنين قيل "ثالث ثلاثة" كما قال: (ثاني اثنين) وإنما

[ ص: 287 ] كان معه واحد. ومن قال: "ثالث اثنين" دخل عليه أن يقول: "ثاني واحد". وقد يجوز هذا في الشعر وهو في القياس صحيح. قال الشاعر:


(197) ولكن لا أخون الجار حتى     يزيل الدهر ثالثة الأثافي

ومن قال: "ثاني اثنين وثالث ثلاثة" قال: حادي أحد عشر" إذا كان رجل مع عشرة. ومن قال "ثالث اثنين" قال: "حادي عشرة" فأما قول العرب: "حادي عشر وثاني عشر" فهذا في العدد إذا كنت تقول: "ثاني وثالث ورابع وعاشر" من غير أن تقول: عاشر كذا وكذا، فلما جاوز العشرة أراد أن يقول: "حادي وثاني" فكان ذلك لا يعرف معناه إلا بذكر العشرة فضم إليه شيئا من حروف العشرة.

التالي السابق


الخدمات العلمية