صفحة جزء
[ ص: 105 ]

باب زيادة "من"

57- وأما قوله: (يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها) فدخلت فيه (من) كنحو ما تقول في الكلام: "أهل البصرة يأكلون من البر والشعير" وتقول: "ذهبت فأصبت من الطعام" تريد "شيئا" ولم تذكر الشيء. كذلك : (يخرج لنا مما تنبت الأرض) شيئا، ولم يذكر الشيء وإن شئت جعلته على قولك: "ما رأيت من أحد" تريد: "ما رأيت أحدا" و"هل جاءك من رجل" تريد هل جاءك رجل. فإن قلت: "إنما يكون هذا في النفي والاستفهام" فقد جاء في غير ذلك، قال: (ويكفر عنكم من سيئاتكم) فهذا ليس باستفهام ولا نفي. وتقول: "زيد من أفضلها" تريد: هو أفضلها، وتقول العرب: "قد كان من حديث فخل عني حتى أذهب" يريدون: قد كان حديث. ونظيره قولهم: "هل لك في كذا وكذا" ولا يقولون: "حاجة، و: لا عليك" يريدون: "ولا بأس عليك".

وأما قوله: (اهبطوا مصرا) وقال: (ادخلوا مصر إن شاء الله) فزعم بعض الناس أنه يعني فيهما جميعا "مصر" بعينها، ولكن ما كان من اسم مؤنث على هذا النحو:

[ ص: 106 ]

"هند" و"جمل" فمن العرب من يصرفه ومنهم من لا يصرفه. وقال بعضهم: "أما التي في "يوسف" فيعني بها "مصر" بعينها، والتي في "البقرة" يعني بها مصرا من الأمصار.

وأما قوله: (وباءوا بغضب من الله) يقول: "رجعوا به" أي صار عليهم، وتقول: "باء بذنبه يبوء بوءا". وقال: (إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك) مثله.

التالي السابق


الخدمات العلمية