صفحة جزء
490- وقال: (ذلكم فذوقوه وأن للكافرين) كأنه جعل "ذلكم" خبرا لمبتدأ أو مبتدأ أضمر خبره حتى كأنه قال: "ذلكم الأمر" أو "الأمر ذلكم". ثم قال: (وأن للكافرين عذاب النار) أي: الأمر ذلكم وهذا، فلذلك انفتحت "أن". ومثل ذلك قوله: (وأن الله موهن كيد الكافرين) [18] وأما قول الشاعر: [ الأحوص الأنصاري ]:


(235) ذاك وإني على جاري لذو حدب أحنو عليه كما يحنى على الجار

فإنما كسر "إن" لدخول اللام. قال الشاعر: [ طرفة بن العبد ]:


(236) وأعلم علما ليس بالظن أنه     إذا ذل مولى المرء فهو ذليل
وإن لسان المرء ما لم تكن له     حصاة على عوراته لدليل

[ ص: 347 ] فكسر الثانية لأن اللام بعدها. ومن العرب من يفتحها لأنه لا يرى أن بعدها لاما وقد سمع مثل ذلك من العرب في قوله: (أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور إن ربهم بهم يومئذ لخبير) ففتح وهو غير ذاكر للام وهذا غلط قبيح.

التالي السابق


الخدمات العلمية