[ ص: 350 ] 499- وقال:
(إذ أنتم بالعدوة الدنيا) وقال بعضهم: (بالعدوة) وبها نقرأ وهما لغتان. وقال بعض العرب الفصحاء: فقلب الواو ياء كما تقلب الياء واوا في نحو: "شروى وبلوى" لأن ذلك يفعل بها فيما هو نحو من ذا نحو: "عصي وأرض مسنية" وفي قولهم "قنية" لأنها من "قنوت".
وقال:
(والركب أسفل منكم) فجعل "الأسفل" ظرفا ولو شئت قلت: (أسفل منكم) إذا جعلته: (الركب) ولم تجعله ظرفا.
وقال:
(ويحيا من حي عن بينة) فألزم الإدغام إذ صار في موضع يلزمه الفتح فصار مثل باب التضعيف. فإذا كان في موضع لا يلزمه الفتح لم يدغم نحو:
(بقادر على أن يحيي الموتى) إلا أن تشاء أن تخفي وتكون في زنة متحرك لأنها لا تلزمه لأنك تقول: (يحيي) فتسكن في الرفع وتحذف في الجزم، فكل هذا يمنعه الإدغام. وقال بعضهم: (من حيي عن بينة) ولم يدغم إذا كان لا يدغمه في سائر ذلك. وهذا أقبح الوجهين لأن "حيي" مثل "خشي" لما صارت مثل غير
[ ص: 351 ] التضعيف أجرى الياء الآخرة مثل ياء "خشي". وتقول للجميع "قد حيوا" كما تقول: "قد خشوا" ولا تدغم لأن ياء "خشوا" تعتل ها هنا. وقال الشاعر: [
أبو حزابة ]:
(238) وحي حسبناهم فوارس كهمس حيوا بعدما ماتوا من الدهر أعصرا
وقد ثقل بعضهم وتركها على ما كانت عليه وذلك قبيح. قال الشاعر: [
عبيد بن الأبرص ]:
(239) عيوا بأمرهم كما عيت ببيضتها الحمامه
جعلت له عودين من نشم وآخر من ثمامه
500- وقال:
(ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق) فأضمر الخبر والله أعلم. وقال الشاعر: [
عبيد بن الأبرص ]:
(240) إن يكن طبك الدلال فلو في سالف الدهر والسنين الخوالي
يريد بقوله "فلو في سالف الدهر" يقول: "فلو كان في سالف الدهر لكان كذا وكذا" فحذف هذا الكلام كله.