صفحة جزء
64- وأما قوله : (بقرة صفراء فاقع) فـ "الفاقع": الشديد الصفرة. ويقال: "أبيض يقق": أي: شديد البياض، و "لهاق" و"لهق" و"لهاق"، و"أخضر ناضر" و"أحمر قانئ" و"ناصع" و"فاقم". ويقال: "قد قنأت لحيته" فهي "تقنؤ قنوءا" أي: احمرت. قال الشاعر: [ عبد المسيح بن عسلة الشيباني ]:


(88)............. كما قنأت أنامل صاحب الكرم



و"قاطف الكرم". وقال آخر: [ الأسود بن يعفر النهشلي ] :


(89) من خمر ذي نطف أغن كأنما     قنأت أنامله من الفرصاد

65- وأما قوله: (إن البقر تشابه علينا) جعل "البقر" مذكرا مثل "التمر" و"البسر" كما تقول: "إن زيدا

[ ص: 112 ] تكلم يا فتى" وإن شئت قلت (يشابه) وهي قراءة مجاهد . ذكر "البقر" يريد : (يتشابه) ثم أدغم التاء في الشين. ومن أنث البقر" فقال: (تشابه) فأدغم، وإن شاء حذف التاء الآخرة ورفع كما تقول: "إن هذه تكلم يا فتى" لأنها في "تتشابه" إحداهما تاء "تفعل" والأخرى التي في "تشابهت" فهو في التأنيث معناه "تفعل". وفي التذكير معناه "فعل" و "فعل" أبدا مفتوح كما ذكرت لك والتاء محذوفة إذا أردت التأنيث لأنك تريد "تشابهت" فهي "تتشابه" وكذلك كل [ما كان] من نحو: "البقر" ليس بين الواحد والجماعة إلا الهاء، فمن العرب من يذكره ومنهم من يؤنثه، ومنهم من يقول: "هي البر والشعير" وقال: (والنخل باسقات لها طلع نضيد) فأنث على تلك اللغة وقال "باسقات" فجمع لأن المعنى جماعة. وقال الله جل ثناؤه : (ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه) فذكر في لغة من يذكر وقال: (وينشئ السحاب الثقال) فجمع على المعنى لأن المعنى معنى سحابات. وقال: (ومنهم من ينظر إليك) وقال: (ومنهم من يستمعون إليك) على المعنى واللفظ.

وقد قال بعضهم:

[ ص: 113 ] : (إن الباقر) مثل "الجامل" يعني "البقر" و"الجمال" قال الشاعر:


(90) ما لي رأيتك بعد أهلك موحشا     خلقا كحوض الباقر المتهدم

وقال [ الحطيئة ]:


(91)..................     له جامل ما يهدأ الليل سامره

66- أما قوله: (إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة [71]

فرفع "مسلمة" على "إنها بقرة مسلمة".

: (لا شية فيها) يقول: "لا وشي فيها" من "وشيت شية" كما تقول: "وديته دية" و"وعدته عدة". وإذا استأنفت (الآن) [71] قطعت الألفين جميعا؛ لأن "الألف" الأولى مثل ألف "الرجل" وتلك تقطع إذا استؤنفت، والأخرى همزة ثابتة تقول: "ألآن" فتقطع ألف الوصل، ومنهم من يذهبها ويثبت الواو التي

[ ص: 114 ] في (قالوا) لأنه إنما كان يذهبها بسكون اللام، واللام قد تحركت لأنه قد حول عليها حركة الهمزة.

التالي السابق


الخدمات العلمية