صفحة جزء
[ ص: 406 ] ومن سورة إبراهيم [14]

649 - قال : يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة [3]

فأوصل الفعل بـ (على) ، كما قالوا : "ضربوه في السيف" يريدون : بـ "السيف"؛ وذلك أن هذه الحروف يوصل بها كلها ، ويحذف : نحو قول العرب: "نزلت زيدا" تريد : نزلت عليه".

650 - وقال : من ورائه [17]

أي: من أمامه، وإنما قال : "وراء " أي: أنه وراء ما هو فيه؛ كما تقول للرجل: "هذا من ورائك" ، أي: سيأتي عليك، و"هو من وراء ما أنت فيه" ؛ لأن ما أنت فيه قد كان مثل ذلك ؛ فهو وراءه. وقال : وكان وراءهم ملك [سورة الكهف: 79] في هذا المعنى، أي: كان وراء ما هم فيه.

651 - وقال: مثل الذين كفروا [18]

كأنه قال: ومما نقص عليكم مثل الذين كفروا، ثم أقبل يفسر ، كما قال : مثل الجنة التي وعد المتقون ، وهذا كثير.

[ ص: 407 ] 652 - وقال : إلا أن دعوتكم [22]

وهذا استثناء خارج كما تقول: "ما ضربته إلا أنه أحمق" ، وهو الذي في معنى "لكن".

وقال : وما أنتم بمصرخي فتحت "ياء" الإضافة؛ لأن قبلها "ياء" الجميع الساكنة التي كانت في "مصرخي" ، فلم يكن من حركتها بد؛ لأن الكسر من "الياء"، وبلغنا أن الأعمش قال: (بمصرخي) / فكسر ؛ وهذا لحن ، لم نسمع بها من أحد من العرب ولا أهل النحو.

653 - وقال : ضرب الله مثلا كلمة طيبة [24]

منصوبة على ضرب ؛ كأنه قال : وضرب الله كلمة طيبة مثلا".

654 - وقال : لا بيع فيه ولا خلال [31] وفي موضع آخر : ولا خلة [سورة البقرة: 254] ، وإنما "الخلال" لجماعة "الخلة" ؛ كما تقول: "خلة وخلال"، وقلة وقلال". وقال الشاعر: [ النابغة الجعدي ]

[ ص: 408 ] (262)

وكيف تواصل من أصبحت خلالته كأبي مرحب



ولو شئت جعلت "الخلال" مصدرا؛ لأنها من "خاللت" مثل : "قابلت" ، ومصدر هذا لا يكون إلا "الفعال" أو "المفاعلة".

655 - وقال : وآتاكم من كل ما سألتموه [34] أي: آتاكم من كل شيء سألتموه شيئا" وأضمر "الشيء" كما قال : وأوتيت من كل شيء [سورة النمل: 23] أي: "أوتيت من كل شيء في زمانها شيئا، قال بعضهم: "إنما ذا على التكثير" نحو قولك: "هو يعلم كل شيء" و"أتاه كل الناس" : وهو يعني بعضهم، وكذلك : فتحنا عليهم أبواب كل شيء [سورة الأنعام]، وقال بعضهم: "ليس من شيء إلا وقد سأله بعض الناس فقال : وآتاكم من كل ما سألتموه أي: "من كل ما سألتموه قد آتى بعضكم منه شيئا ، وآتى آخر شيئا مما قد سأل".

656 - وكذلك قال: إني أسكنت من ذريتي بواد [37]

يقول: أسكنت من ذريتي أناسا، / ودخلت "الباء" على "واد" كما تقول: "هو بالبصرة ، وهو في البصرة ".

657 - ونون بعضهم : من كل [34]

[ ص: 409 ] يقول : من كل ، ثم قال : "لم تسألوه إياه" ، كما تقول: "قد سألتك من كل وقد جاءني من كل" ؛ لأن "كل" قد تفرد وحدها.

658 - وقال: تؤتي أكلها [25]

ومثل ذلك: أكلها دائم [سورة الرعد: 35] .

و"الأكل" هو: الطعام، و "الأكل" هو الفعل.

659 - وقال : تهوي إليهم [37]

زعموا أنه في التفسير: تهواهم .

660 - ونصب : مهطعين على الحال.

وكذلك : مقنعي كأنه قال: "تشخص أبصارهم مهطعين " ، وجعل"الطرف" للجماعة ، كما قال : سيهزم الجمع ويولون الدبر [سورة القمر: 45] . [ ص: 410 ] 661 - وقال : مخلف وعده رسله [47] فأضاف إلى الأول ونصب الآخر على الفعل، ولا يحسن أن نضيف إلى الآخر؛ لأنه يفرق بين المضاف والمضاف إليه وهذا لا يحسن. ولا بد من إضافته؛ لأنه قد ألقى "الألف" ، ولو كانت "مخلفا" نصبهما جميعا ، وذلك جائز في الكلام؛ ومثله : "هذا معطي زيد درهما، ومعط زيدا درهما" .

662 - وواحد الأصفاد صفد.

التالي السابق


الخدمات العلمية