صفحة جزء
75- وقوله: (وبالوالدين إحسانا) فجعله أمرا كأنه يقول: "وإحسانا بالوالدين" أي: "أحسنوا إحسانا".

وقال: (وقولوا للناس حسنا) فهو على أحد وجهين إما أن يكون يراد بـ "الحسن" "الحسن" كما تقول: "البخل" و"البخل"، وإما أن يكون جعل "الحسن" هو "الحسن" في التشبيه كما تقول: "إنما أنت أكل وشرب". قال الشاعر: [ عمرو بن معد يكرب ]:


(111) وخيل قد دلفت لها بخيل تحية بينهم ضرب وجيع

"دلفت": "قصدت" فجعل التحية ضربا. وهذه الكلمة في الكلام ليست بكثيرة وقد جاءت في القرآن. وقد قرأها بعضهم: (حسنا) يريد قولوا لهم : "حسنا" وقال بعضهم: (قولوا للناس حسنى) يؤنثها ولم ينونها، وهذا لا يكاد يكون لأن "الحسنى" لا يتكلم بها إلا بالألف واللام، كما لا يتكلم بتذكيرها إلا بالألف واللام لو قلت: "جاءني أحسن وأطول" لم يحسن حتى

[ ص: 135 ] تقول: "جاءني الأحسن والأطول" فكذلك هذا يقول: "جاءتني الحسنى والطولى". إلا أنهم قد جعلوا أشياء من هذا أسماء نحو: "دنيا" و "أولى". قال الراجز: [ العجاج ]:


(112) في سعي دنيا طال ما قد مدت

ويقولون: "هي خيرة النساء" ولا يكادون يفردونه وإفراده جائز.

وفي كتاب الله عز وجل: (فيهن خيرات حسان) وذلك أنه لم يرد "أفعل" وإنما أراد تأنيث الخير لأنه لما وصف فقال: "فلان خير" أشبه الصفات فأدخل الهاء للمؤنث.

التالي السابق


الخدمات العلمية