صفحة جزء
[ ص: 447 ] ومن سورة الأنبياء [21]

791 - قال : وأسروا النجوى [3]

كأنه قال : وأسروا ، ثم فسره بعد فقال: "هم الذين ظلموا " ، أو جاء هذا على لغة الذين يقولون : "ضربوني قومك".

792 - وقال: " فسلوهم إن كانوا ينطقون " [63]

فذكر "الأصنام" وهي من الموات، لأنها كانت عندهم ممن يعقل، أو ينطق .

793 - وقال : ومن الشياطين من يغوصون له [82]

فذكر "الشياطين" ، وليسوا من الإنس، إلا أنهم مثلهم في الطاعة والمعصية، ألا ترى أنك تقول : "الشياطين يعصون" ، ولا تقول: يعصين ، وإنما جمع "يغوصون" ، و "من" في اللفظ واحد؛ لأن "من " في المعنى لجماعة، قال الشاعر: [ الأعشى ]

:


لسنا كمن جعلت إياد دارها تكريت تنظر حبها أن يحصدا



[ ص: 448 ] وقال:


(275) أطوف بها لا أرى غيرها     كما طاف بالبيعة الراهب



فجعل "الراهب" بدلا من " ما" ، كأنه قال : "كالذي طاف" ، وتقول العرب : / "إن الحق من صدق الله" ، أي: "الحق حق من صدق الله".

794 - وقال : خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون [37]

يقول: "من تعجيل من الأمر، لأنه قال: إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن [سورة النحل : 40] فهذا "العجل" كقوله : فلا تستعجلوه [سورة النحل : 1] وقوله : فلا تستعجلون فإنني سأوريكم آياتي .

795 - وقال : أن السماوات والأرض كانتا رتقا [30]

قال : كانتا ؛ لأنه جعلهما صنفين ، كنحو قول العرب: "هما لقاحان سودان" ، وفي كتاب الله عز وجل : إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا [سورة فاطر: 41] . وقال الشاعر: [ الفرزدق ]:


(276) رأوا جبلا فوق الجبال إذا التقت     رؤوس كبيريهن ينتطحان



[ ص: 449 ] فقال : "رؤوس" ، ثم قال : "ينتطحان" ، وذا نحو قول العرب : "الجزرات" ، و "الطرقات" ، فيجوز في ذا أن تقول: "طرقان" للاثنين و"جزران" للاثنين، وقال الشاعر [ الفرزدق ]:


(277) وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهم     خضع الرقاب نواكسي الأبصار



والعرب تقول: "مواليات" و"صواحبات يوسف"، فهؤلاء قد كسروا فجمعوا "صواحب" ، وهذا المذهب يكون فيه المذكر "صواحبون". ونظيره : "نواكسي"، وقال بعضهم : / "نواكس" في موضع جر كما تقول : "جحر ضب خرب".

796 - وقال : إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه [87]

أي: لن نقدر عليه العقوبة، لأنه قد أذنب بتركه قومه ، وإنما غاضب بعض الملوك ، ولم يغاضب ربه ، كان بالله عز وجل أعلم من ذلك.

التالي السابق


الخدمات العلمية