صفحة جزء
[ ص: 498 ] ومن سورة حم المؤمن = غافر [40]

951- قال : حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب [1 - 3]

فهذا على البدل ؛ لأن هذه الصفة. وأما : غافر الذنب وقابل التوب ؛ فقد يكون معرفة؛ لأنك تقول: "هذا ضارب زيد مقبلا" إذا لم ترد به التنوين. ثم قال : ذي الطول [3]

فيكون على البدل ، وعلى الصفة ، ويجوز فيه الرفع على الابتداء ، والنصب على خبر المعرفة ؛ لأنه معرفة. و"التوب" هو جماعة "التوبة" ويقال : "عومة وعوم" في "عوم السفينة" وقال الشاعر [ زهير بن أبي سلمى ] :


(298) عوم السفين فلما حال دونهم فيد القريات فالعتكان فالكرم



952 - قال : وهمت كل أمة برسولهم [5]

فجمع على "الكل"؛ لأن "الكل" مذكر؛ معناه معنى الجماعة.

953 - وقال : وكذلك حقت كلمت ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار [6]

[ ص: 499 ] أي: لأنهم ، أو بأنهم ، وليس أنهم في موضع مفعول، ليس مثل قولك: "أأحقت أنهم؟" ؛ لو كان كذلك ؛ كان : "أحقت أنهم".

954 - وقال : وسعت كل شيء رحمة وعلما [7]

فانتصابه كانتصاب: "لك مثله عبدا"؛ لأنك قد جعلت : "وسعت" لـ"كل شيء" ، وهو مفعول به ، والفاعل "التاء" ، وجاء بـ"الرحمة والعلم" تفسيرا ؛ قد شغل عنها الفعل، كما شغل "المثل" بـ"الهاء" ، فلذلك نصبته؛ تشبيها بالمفعول بعد الفاعل.

955 - وقال : ينادون لمقت الله أكبر [10]

فهذه "اللام" هي "لام الابتداء"؛ كأنه ينادون؛ فيقال لهم؛ لأن النداء قول، ومثله في الإعراب، يقال: "لزيد أفضل من عمرو".

956 - وقال : يوم هم بارزون [16]

فأضاف المعنى؛ فلذلك لا ينون "اليوم" ؛ كما قال : يوم هم على النار يفتنون [سورة الذاريات:13] ، وقال : هذا يوم لا ينطقون [سورة المرسلات: 35]،

[ ص: 500 ] معناه هذا يوم فتنتهم، ولكن لما ابتدأ الاسم / وبنى عليه لم يقدر على جره ، وكانت الإضافة في المعنى إلى "فتنة". وهذا إنما يكون إذا كان "اليوم" في معنى "إذ" ؛ وإلا فهو قبيح . ألا ترى أنك تقول : "لقيتك زمن زيد أمير" ، أي: إذ زيد أمير، ولو قلت: "ألقاك زمن زيد أمير" لم يحسن.

957 - وقال : لمن الملك اليوم [16]

فهذا على ضمير "يقول".

959 - وقال : إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين [18]

فانتصاب : كاظمين على الحال ، كأنه أراد : القلوب لدى الحناجر ؛ في هذه الحال".

960 - وقال : على كل قلب متكبر جبار [35]

فمن نون جعل : "المتكبر الجبار" من صفته ومن لم ينون أضاف "القلب" إلى "المتكبر".

[ ص: 501 ] 961 - وقال : يا هامان ابن لي [36]

بعضهم يضم "النون" ، كأنه أتبعها ضمة "النون" التي في هامان ؛ كما قالوا : "منتن" فكسروا "الميم" للكسرة التي في "التاء" وبينها حرف ساكن فلم يحل. وكذلك لم تحل "الباء" في قوله : ابن لي .

962 - وقال : وحاق بآل فرعون سوء العذاب النار [45 - 46] ، فإن شئت جعلت النار بدلا من سوء العذاب ، ورفعتها على حاق وإن شئت جعلتها تفسيرا ، ورفعتها على الابتداء / كأنك تقول: "هي النار" وإن شئت جررت على أن تجعل النار بدلا من العذاب ؛ كأنك أردت: "سوء النار".

963 - وقال : غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب [46]

وفيه ضمير ؛ يقال لهم : "ادخلوا يا آل فرعون " ، وقال بعضهم:

[ ص: 502 ] أدخلوا ، فقطع ، ويجعله من : "أدخل يدخل"، وقال : غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ؛ فإنما هو مصدر كما تقول: "أتيته ظلاما" ، جعله ظرفا ، وهو مصدر جعل ظرفا ، ولو قلت : موعدك غدوة، أو موعدك ظلام، فرفعته كما تقول: "موعدك يوم الجمعة" ؛ لم يحسن؛ لأن هذه المصادر وما أشبهها من نحو "سحر" لا تجعل إلا ظرفا ، والظرف كله ليس بمتمكن.

964 - وقال : إنا كل فيها [48]

فجعل كل اسما مبتدأ ؛ كما تقول: "إنا كلنا فيها".

965 - وقال : ويوم يقوم الأشهاد [51]

و "تقوم" ، كل جائز ، وكذلك كل جماعة مذكر أو مؤنث من الإنس؛ فالتذكير والتأنيث في فعله جائز.

966 - وقال : وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار [55]

يريد : في الإبكار، وقد تقول : "بالدار زيد" تريد : زيد في الدار.

[ ص: 503 ] 967 - وقال : ادعوني أستجب لكم [60]

فقوله: أستجب إنما هو "أفعل" ، وهذه "الألف" سوى "ألف الوصل"، ألا ترى أنك تقول: "بعت تبيع" ، ثم تقول : "أبيع" / فتجيء فيها "ألف" لـ "أفعل" فهي نظير "الياء" و"التاء" في "تفعل" و"يفعل"؛ تقطع كل شيء كان على "أفعل" في وصل كان أو قطع.

968 - وقال : كنا لكم تبعا [47]

لأن "التبع" يكون واحدا وجماعة ، ويجمع فيقال : "أتباع".

969 - وقال : لتركبوا منها [79]

كأنه أضمر "شيئا".

970 - وقال : أدخلوا آل فرعون أشد العذاب [46]

وقال : إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار [سورة النساء: 145]

فيجوز أن يكون : "آل فرعون ادخلوا مع المنافقين في الدرك الأسفل ، وهو أشد العذاب"، وأما قوله : فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين [سورة المائدة: 115] ، فيقول: لا أعذبه أحدا من عالم أهل زمانه.

التالي السابق


الخدمات العلمية