صفحة جزء
وندب : تحسين ظنه بالله تعالى


( وندب ) بضم فكسر لمن قامت به علامة موته ( تحسين ظنه بالله تعالى ) بتغليب رجائه عفوه ومغفرته ورحمته على خوفه عقابه لحديث { أنا عند ظن عبدي بي } . وفي رواية فليظن بي ما شاء . وفي رواية { إن ظن خيرا فله وإن ظن شرا فله } . وحديث { لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى } ويستعين عليه بتفكره في سعة رحمة الله تعالى وخفي لطفه ، وأنه رحيم بعباده غفور شكور رءوف ودود يضاعف الحسنات ويعفو عن السيئات ويجتهد في الدعاء . وحديث { من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه } .

ويندب لمن حضره من الأصحاء أن يذكر له ما يقوي رجاءه من سعة عفو الله تعالى ورحمته كحديث { جعل الله الرحمة مائة رحمة ادخر منها للآخرة تسعة وتسعين رحمة وجعل في الدنيا واحدة يرحم العباد بعضهم بعضا حتى ترحم الفرس ولدها أن تطأه بحافرها ، وإذا فنيت الدنيا ضم الله تبارك وتعالى الرحمة التي كانت فيها للتسعة والتسعين التي أعدها للآخرة فتكمل الرحمات فيها مائة رحمة } أو كما قال ، وأما الصحيح الذي لم تقم به علامة الموت فيغلب الخوف على الرجاء ليستعين به على التقوى ، وهذا هو التحقيق . وقيل يغلب الرجاء لاحتمال موته فجأة ، وقيل يسوي بينهما كجناحي طائر إن مال بأحدهما سقط .

التالي السابق


الخدمات العلمية