صفحة جزء
وللصبح . من الفجر الصادق [ ص: 182 ] للإسفار الأعلى ، وهي الوسطى .


( و ) الوقت المختار ( للصبح ) مبدؤه ( من ) طلوع ( الفجر الصادق ) المنتشر يمينا وشمالا حتى يعم الأفق واحترز بالصادق من طلوع الفجر الكاذب ويسمى المحلف بكسر اللام المستطيل الذي لا ينتشر ويرتفع إلى جهة السماء دقيقا يشبه بياض باطن ذنب الذئب [ ص: 182 ] الأسود في أن كلا بياض يسير في شيء مظلم محيط به يكون في فصل الشتاء ثم يغيب ويطلع الفجر الصادق بعده وينتهي مختار الصبح .

( للإسفار ) أي الضوء ( الأعلى ) أي الأقوى الأظهر الذي فيه وجه المقابل في مكان لا غطاء عليه بالبصر المتوسط هذه رواية ابن القاسم وابن عبد الحكم عن الإمام مالك " رضي الله عنه " في المدونة ابن عبد السلام وهو المشهور وقيل : يمتد مختار الصبح لطلوع الشمس فلا ضروري لها وهي رواية ابن وهب ، والأكثر فيها وعزاها عياض لكافة العلماء وأئمة الفتوى قال : وهو مشهور مذهب مالك رضي الله تعالى عنه فكلاهما مشهر ولكن الأول أشهر .

( وهي ) أي الصبح الصلاة ( الوسطى ) في قوله تعالى { والصلاة الوسطى } أي العظمى والمتوسطة بين ليليتين مشتركتين ونهاريتين كذلك ، هذا قول مالك وعلماء المدينة وابن عباس وابن عمر " رضي الله عنهما " وقيل : العصر ، وصح به الحديث في غزوة الخندق { قال صلى الله عليه وسلم ملأ الله قلوبهم وقبورهم نارا شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر حتى غربت الشمس } وقيل : الظهر وقيل : المغرب وقيل : العشاء وقيل : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقيل : عيد الأضحى ، وقيل : عيد الفطر وقيل : الضحى .

التالي السابق


الخدمات العلمية