صفحة جزء
[ ص: 60 ] يستحقه السامع بالتمام


( يستحقه ) أي الجعل المعلوم الشخص ( السامع ) قول الجاعل ولو بواسطة ، ومفهوم السامع أن من لم يسمع لا يستحقه ، وهو كذلك على المشهور ، وسمع عيسى ابن القاسم من جعل في عبد له آبق عشرة دنانير لمن جاء به فجاء به من لم يسمع بالجعل ، فإن كان يأتي بالآبق فله جعل مثله وإلا فليس له إلا نفقته ، وإن جاء به من سمعه فله العشرة وإن كان ممن لا يأخذ الآبق . ابن رشد وحكى ابن حبيب عن ابن الماجشون وأصبغ ، أنه له الجعل المسمى وإن لم يعلم به ، قال وقاله مالك " رضي الله عنه " . ابن رشد قول ابن القاسم أظهر ; لأن

[ ص: 61 ] الجاعل إنما أراد تحريض من سمع قوله على طلبه فوجب أن لا يجب ما سمى من الجعل إلا لمن سمعه فطلبه بعده . ابن عرفة جعل ابن شاس وابن الحاجب قول ابن الماجشون هو المذهب وليس كذلك ، وإنما يستحقه ( بالتمام ) للعمل المجاعل عليه فلا يستحقه من عمل البعض إلا فيما سيذكره المصنف . ابن المواز الإمام مالك " رضي الله عنه " من قال لرجل : بع ثمر حائطي ولك كذا ، ثم جاء صاحب الحائط قوم فساوموه حتى باع منهم فطلب الرجل جعله فلا شيء له ، وإنما جعل له الجعل على أن يبيع ويماكس والذي بايعهم وماكسهم صاحب الحائط لا المجعول له .

التالي السابق


الخدمات العلمية