صفحة جزء
وتراويح ، وانفراد بها إن لم تعطل المساجد ، والختم فيها ، وسورة تجزئ ، ثلاث وعشرون ، ثم جعلت [ ص: 343 ] ستا وثلاثين ، وخفف مسبوقها ثانيته ولحق


( و ) تأكد ( تراويح ) أي قيام رمضان سمي تراويح لأنهم كانوا يطيلون القيام فيه فيقرأ القارئ بالمئتين يصلون تسليمتين ثم يجلسون للاستراحة وليقض من سبقه الإمام وهكذا ، ووقته كوقت الوتر بعد عشاء صحيحة وشفق للفجر ، والجماعة فيه مستحبة ( و ) ندب ( انفراد بها ) أي التراويح بعدا عن الرياء ( إن لم تعطل ) بضم التاء وفتح العين والطاء المهملتين مثقلا ( المساجد ) عن فعلها فيها وكان ينشط لها وحده ولم يكن آفاقيا بمكة أو المدينة .

( و ) ندب للإمام ( الختم ) للقرآن كله ( فيها ) أي تراويح الشهر كله ليسمع المأمومين جميع القرآن ( وسورة ) أي قراءتها في جميع تراويح الشهر كله ( تجزئ ) في حصول ندب قراءة ما زاد على الفاتحة في التراويح مع كونها خلاف الأولى وهي ( ثلاث وعشرون ) ركعة بالشفع والوتر وهذا الذي جرى به عمل الصحابة والتابعين . ( ثم جعلت ) بضم الجيم وكسر العين أي التراويح في زمن عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه [ ص: 343 ] بعد وقعة الحرة بالمدينة المنورة ، فخففوا في القيام وزادوا في العدد لسهولته فصارت ( تسعا وثلاثين ) بالشفع والوتر كما في بعض النسخ وفي بعضها ستا وثلاثين ركعة غير الشفع والوتر واستقر العمل على الأول . ( وخفف ) ندبا ( مسبوقها ) أي للتراويح بركعة ( ثانيته ) التي قام لقضائها عقب سلام الإمام ( ولحق ) المسبوق الإمام في أولى الترويحة التي تليها ، وقيل يخفف بحيث يدركه في ثانيتها ، وهذا قول ابن القاسم . وظاهر الذخيرة أنه الأرجح وفائدة التخفيف عليه إدراك فضل الجماعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية