دليل الحيران على مورد الظمآن

المارغني - إبراهيم بن أحمد المارغني

صفحة جزء
ثم قال:

والحذف في التنزيل في بياتا وفي تشاقون وفي رفاتا


وفي تخاطبني وفي دراهم     وفي استقاموا باخع وعاصم

أخبر عن أبي داود بحذف ألف الألفاظ الثمانية المذكورة في البيتين وهي: "بياتا"، و: "تشاقون"، و: "رفاتا"، و: "تخاطبني"، و: "دراهم"، و: "استقاموا"، و: "باخع"، و: "عاصم".

أما "بياتا" ففي صدر "الأعراف": فجاءها بأسنا بياتا ، وهو أول محذوف في الترجمة مما لم يتقدم، وقد تعدد فيها وفي "يونس".

وأما "تشاقون" ففي النحل: أين شركائي الذين كنتم تشاقون فيهم .

وأما رفاتا ففي "الإسراء": وقالوا أإذا كنا عظاما ورفاتا ، في موضعين.

وأما "تخاطبني"، ففي "هود": ولا تخاطبني في الذين ظلموا ، ومثله في قد "أفلح".

وأما "دراهم" ففي "يوسف": وشروه بثمن بخس دراهم .

وأما "استقاموا" ففي "التوبة": فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ، وهو متعدد.

وأما "باخع" ففي "الكهف": فلعلك باخع نفسك ، ومثله في الشعراء.

وأما "عاصم"، ففي "يونس": ما لهم من الله من عاصم .

وفي "هود": لا عاصم اليوم من أمر الله .

وفي "غافر": ما لكم من الله من عاصم .

والعمل عندنا على الحذف في الألفاظ السبعة التي قبل عاصم حيث وقعت، وأما: "عاصم"، فظاهر كلام الناظم أن ألفه محذوفة من غير خلاف لأبي داود مطلقا، وليس كذلك؛ إذ قد قال في "التنزيل" في سورة "يونس": "عاصم" رسمه الغازي بن قيس في كتابه بغير ألف، ولم أروه عن غيره ولا أمنع من الألف وهو اختياري.

وبإثبات ألف: "عاصم"، في "يونس"، وحذفها في "هود"، و: "غافر" جرى عملنا. وقول الناظم " وفي تشاقون"، فيه الجمع بين ساكنين كما تقدم في تحاجوني.

التالي السابق


الخدمات العلمية