دليل الحيران على مورد الظمآن

المارغني - إبراهيم بن أحمد المارغني

صفحة جزء
ثم قال:

وباسط في الكهف والرعد معا ثم بها القهار أيضا وقعا

[ ص: 109 ] أخبر عن أبي داود بحذف ألف: "باسط"، في سورتي: "الكهف"، و: "الرعد" وألف القهار في "الرعد" أيضا.

أما "باسط"، الواقع في "الكهف" فهو: وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد .

وأما: "باسط"، الواقع في: "الرعد"، فهو: لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ، وذكر السورتين ليس قيدا بل بيان وإيضاح؛ إذ لم يرد: "باسط"، محذوفا عن أبي داود إلا في الموضعين المذكورين.

وأما الذي في: "العقود"، فألفه ثابتة، وهو خارج عن الترجمة لتقدمه عليها.

وأما "القهار" في "الرعد" ففي قوله تعالى: وهو الواحد القهار ، وقيده بالسورة احترازا عما وقع في غيرها نحو: أم الله الواحد القهار . في "يوسف": وما من إله إلا الله الواحد القهار . في "ص"، سبحانه هو الله الواحد القهار . في "الزمر"، والعمل عندنا على حذف ألف: "باسط"، في "الكهف"، و: "الرعد"، وحذف ألف: "القهار"، الواقع في "الرعد"، وإثبات الواقع في غيرها، وقوله: "باسط"، و: "القهار"، عطف على الأشهاد في البيت السابق، والباء في قوله: "بها"، بمعنى في، والضمير عائد على "الرعد"، وألف "وقعا" للإطلاق.

التالي السابق


الخدمات العلمية