دليل الحيران على مورد الظمآن

المارغني - إبراهيم بن أحمد المارغني

صفحة جزء
ثم قال:


أصوات استأجره واستأجرتا ومنصف كادت متى رسمتا

أخبر عن أبي داود بحذف ألف: "أصوات"، و: "استأجره"، و: "استأجرت"، وعن صاحب: "المنصف"، بحذف ألف "كادت".

أما "أصوات" ففي "لقمان": إن أنكر الأصوات لصوت الحمير ، وفي الحجرات: لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي إن الذين يغضون أصواتهم ، وكان على الناظم أن يستثني لأبي داود الواقع في: "طه"، وهو: وخشعت الأصوات للرحمن ; لأنه لم يذكره في "التنزيل"، ولا أشار إليه.

وأما "استأجره" و: "استأجرت" ففي "القصص": يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين .

وأما "كادت" المحذوف "للمنصف" ففيها أيضا: إن كادت لتبدي به ، ولا يخفى أنه لا يندرج فيه: "كاد"، وقوله: "متى رسمت"، تتميم للبيت؛ إذ لم تتعدد مواضع: "كادت"، حتى يحتاج إلى تعميم، [ ص: 121 ] والعمل عندنا على حذف الألف في الألفاظ الأربعة المذكورة في البيت إلا: وخشعت الأصوات في "طه"، فالعمل على إثبات ألفه، وقوله: أصوات واللفظان بعده عطف على ما تقدم، و: "منصف" مبتدأ، و: "كادت" مفعول لفعل محذوف تقديره "حذف" وجملة: "حذف" خبر.

التالي السابق


الخدمات العلمية