دليل الحيران على مورد الظمآن

المارغني - إبراهيم بن أحمد المارغني

صفحة جزء
ثم قال:


وفاستغاثه كذلك رسما عنه كذا عبادته بمريما

أخبر عن أبي داود بحذف ألف: "فاستغاثه".، و: "عبادته". في سورة: "مريم".

أما الأول ففي "القصص": فاستغاثه الذي من شيعته .

وأما الثاني فهو: واصطبر لعبادته ، واحترز [ ص: 123 ] بقوله: "مريم"، عن الواقع في غيرها وهو في: "الأنبياء": لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون ، فإن ألفه ثابتة ولا يدخل في: "عبادته"، "عبادتهم". من قوله تعالى: سيكفرون بعبادتهم في: "مريم" أيضا وألفه ثابتة، والعمل عندنا على ما لأبي داود من حذف ألف: "فاستغاثه"، و: "عبادته" الواقع في "مريم"، وبقي على الناظم من الألفاظ المحذوفة الألف في "مريم": "ناديناه" من قوله تعالى: وناديناه من جانب الطور الأيمن ، وكذا: "ناديناه". "بالصافات"؛ فإن أبا داود نص في "التنزيل" على حذف الأول، ويؤخذ من كلامه حذف الثاني أيضا وبحذف ألفهما، أعني الألف الأولى العمل عندنا.

وأما الألف الثانية فيهما فيعلم حذفها من قوله المتقدم: "وبعد نون مضمر أتاكا"، البيت، واسم الإشارة في قوله: "كذلك" يعود على ما تقدم في البيت السابق، والتشبيه في الحذف وسكن الهاء من عبادته إجراء للوصل مجرى الوقف للوزن، وهكذا يقال في: "فناظره"، و: "ليكه"، الإتيان.

التالي السابق


الخدمات العلمية