دليل الحيران على مورد الظمآن

المارغني - إبراهيم بن أحمد المارغني

صفحة جزء
ثم قال:


القول في المرسوم من صاد إلى مختتم القرآن حيث كملا

أي: هذا القول في حذف ألف كلمات المرسوم، أي: المكتوب في المصاحف العثمانية مبتدئا من سورة "ص" منتهيا إلى مختتم القرآن أي: محل ختمه الذي هو لفظ: "الناس" من آخر سورة "الناس"، ولم يشر الناظم في هذه الترجمة إلى قسمي الوفاق والخلاف في الحذف اكتفاء بتقدمهما في التراجم السابقة، وهذه الترجمة هي خاتمة التراجم الست لحذف الألفات وقوله: "حيث"، بدل من: مختتم، فهي في محل جر، وجملة "كملا" في محل خفض بإضافة "حيث" إليها، ويجوز في: "كمل" فتح الميم وضمها.

ثم [ ص: 130 ] قال:


واحذف مصابيح معا وإدبار     لابن نجاح خاشعا والغفار

أمر لابن نجاح وهو أبو داود بحذف ألف كلمتي: "مصابيح" "وإدبار" و: "خاشعا" و: "الغفار":- أما "مصابيح" ففي "فصلت": وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا .

- وفي "الملك": ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح .

- وأما "أدبار" ففي "ق": فسبحه وأدبار السجود .

- وفي "الطور": فسبحه وإدبار النجوم .

- وأما "خاشعا" ففي "الحشر": لرأيته خاشعا ، ولا نظير له في قراءة نافع.

- وأما الغفار ففي "ص": رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار .

- وفي الزمر: ألا هو العزيز الغفار .

- وفي غافر: وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار .

وكان حق الناظم أن يستثني لأبي داود : "غفارا" المنكر، وهو: إنه كان غفارا في سورة "نوح"; لأنه لم يذكره في "التنزيل" لا تصريحا ولا تلويحا، والعمل عندنا على حذف الألف في الألفاظ الأربعة المذكورة في البيت، وعلى إثبات ألف: "غفارا" المنكر.

التالي السابق


الخدمات العلمية