دليل الحيران على مورد الظمآن

المارغني - إبراهيم بن أحمد المارغني

صفحة جزء
ثم قال:


........... وابن نجاح واعيه بصائر


كذا المناجاة له قد وقعت     وخلف ريحان له في وقعت

أخبر عن ابن نجاح، وهو أبو داود بحذف ألف: "واعية"، و: "بصائر"، وما تصرف من مادة المناجاة، وبالخلاف له في حذف ألف: "ريحان"، الواقع في سورة "الواقعة".

أما "واعية"، ففي "الحاقة": وتعيها أذن واعية لا غير.

وأما "بصائر" ففي "الجاثية": هذا بصائر للناس وهدى ورحمة .

وخرج بقيد الترجمة الواقع قبلها؛ فإن ألفه ثابتة كالواقع في "الأعراف"، وهو: هذا بصائر من ربكم .

وفي القصص: بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون .

[ ص: 133 ] وأما المتصرف من مادة المناجاة، فلم يوجد منه في القرآن إلا الأفعال وذلك في سورة "المجادلة": ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصيت الرسول ، إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ، وتناجوا بالبر والتقوى ، إذا ناجيتم الرسول . وقد قرأ حمزة الأول بتقديم النون على التاء، وبإسكان النون وضم الجيم من غير ألف: ك: "ينتهون".

وأما "ريحان" في "الواقعة" المختلف في حذف ألفه فهو: فروح وريحان وجنت نعيم ، واحترز بقيد السورة عن الواقع في "الرحمن"، وهو: والحب ذو العصف والريحان ، واختار في "التنزيل" ثبت ألف "الريحان" الذي في "الواقعة" مثل الذي في "الرحمن"، والعمل عندنا على حذف الألف في: "واعية، وبصائر"، الذي في "الجاثية" وعلى حذف الألف في الأفعال المتصرفة من مادة المناجاة، وعلى إثبات ألف "الريحان" الذي في "الواقعة" كالذي في "الرحمن".

التالي السابق


الخدمات العلمية