دليل الحيران على مورد الظمآن

المارغني - إبراهيم بن أحمد المارغني

صفحة جزء
ثم قال:


فاللام يؤت الله ثم المتعال والداعي مع يأت بهود ثم صال

لما قدم أن الياء التي تحذف من كلمات القرآن قسمان:- زائدة.

- وأصلية، في محل اللام، شرع في كلمات القسم الثاني، وهي عشرون كلمة في تسعة وعشرين موضعا.

سبع كلمات من الأفعال، والباقي من الأسماء، وقد ذكر منها في هذا البيت خمسا؛ وهي: "يؤت الله"، و: "المتعال"، و: "الداع"، و: "يأت"، ب: "هود"، و: "صال".

أما "يؤت الله" ففي "النساء": وسوف يؤت الله ، وقيد يؤت بمجاورة الجلالة احترازا من الخالي عنها، وهو: يؤتي الحكمة فإن ياءه ثابتة.

وأما ويؤت من لدنه فلا حاجة إلى الاحتراز عنه; لأن ياءه محذوفة للجازم.

وأما "المتعال" ففي "الرعد": الكبير المتعال .

وأما "الداع" فثلاثة: أجيب دعوة الداع في "البقرة". و: يوم يدع الداع .

و: مهطعين إلى الداع كلاهما في "القمر" ولا يندرج فيه: يتبعون الداعي في "طه"، و: داعي الله في "الأحقاف"; لأن الياء فيهما مفتوحة وثابتة لفظا وخطا، فلا يشملهما لفظ البيت; لأن ياءه محذوفة.

وأما "يأت" في "هود" فهو: يوم يأت لا تكلم ، واحترز بقيد السورة عن الواقع في غيرها نحو: يأتي بالشمس من المشرق ، فإن ياءه ثابتة.

وأما "صال" ففي "الصافات": صال الجحيم .

ثم قال:


وغير أولى المهتدي والبادي     يسر فما تغن ووادي الوادي

ذكر في هذا البيت من الكلم المحذوف منها الياء، وهي لام ست كلمات؛ وهي كلمة: "المهتد، غير الأولى" و: "الباد"، و: "يسر" و: "فما تغن" و: "واد" و: "الواد".

أما كلمة "المهتد" غير الأولى ففي "الإسراء"، و: "الكهف": من يهد الله فهو المهتد ، واحترز بغير الأولى عن الكلمة الأولى، وهي في الأعراف باللفظ المتقدم.

وأما "الباد" ففي "الحج": سواء العاكف فيه والباد .

وأما "يسر" ففي "الفجر": والليل إذا يسر .

وأما "فما تغن" ففي "القمر": فما تغن النذر .

واحترز بقيد المجاور عن الخالي عنه نحو: لا تغني شفاعتهم . وما تغني الآيات . فإن [ ص: 137 ] ياءه ثابتة.

وأما: إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني ، فلا مدخل له هنا; لأن حذف يائه ليس للاكتفاء بالكسرة بل للجزم.

وأما "واد" ففي "النمل": "على واد النمل".

وأما "الواد" فأربعة؛ في "طه": " إنك بالواد المقدس طوى ".

وفي "القصص": "من شاطئ الوادي الأيمن".

وفي "النازعات": " إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى ".

وفي "الفجر": الذين جابوا الصخر بالواد .

ثم قال:


وكالجواب والتلاق والتناد     ثم الجوار ويناد والمناد

ضمن هذا البيت من الكلم المحذوف منها الياء، وهي لام ست كلمات أيضا وهي: "كالجواب"، و: "التلاق" و: "التناد"، و: "الجوار"، و: "يناد"، و: "المناد ".

- أما "كالجواب" ففي "سبأ": كالجواب وقدور راسيات .

- وأما "التلاق" و: "التناد" ففي "غافر": لينذر يوم التلاق . إني أخاف عليكم يوم التناد .

- وأما "الجوار" فثلاثة: "ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام": في "الشورى"، "وله الجوار المنشآت": في "الرحمن". و: "الجوار الكنس": في "التكوير".

وأما "يناد"، و: "المناد" ففي "ق"، "واستمع يوم يناد المناد". وكان حق الناظم أن يقيد: "يناد" بما يخرج به الذي في "آل عمران"، وهو: ينادي للإيمان ; لأن ياءه ثابتة.

التالي السابق


الخدمات العلمية