ثم قال:
فاللام يؤت الله ثم المتعال والداعي مع يأت بهود ثم صال
لما قدم أن الياء التي تحذف من كلمات القرآن قسمان:- زائدة.
- وأصلية، في محل اللام، شرع في كلمات القسم الثاني، وهي عشرون كلمة في تسعة وعشرين موضعا.
سبع كلمات من الأفعال، والباقي من الأسماء، وقد ذكر منها في هذا البيت خمسا؛ وهي: "يؤت الله"، و: "المتعال"، و: "الداع"، و: "يأت"، ب: "هود"، و: "صال".
أما "يؤت الله" ففي "النساء":
وسوف يؤت الله ، وقيد يؤت بمجاورة الجلالة احترازا من الخالي عنها، وهو:
يؤتي الحكمة فإن ياءه ثابتة.
وأما
ويؤت من لدنه فلا حاجة إلى الاحتراز عنه; لأن ياءه محذوفة للجازم.
وأما "المتعال" ففي "الرعد":
الكبير المتعال .
وأما "الداع" فثلاثة:
أجيب دعوة الداع في "البقرة". و:
يوم يدع الداع .
و:
مهطعين إلى الداع كلاهما في "القمر" ولا يندرج فيه:
يتبعون الداعي في "طه"، و:
داعي الله في "الأحقاف"; لأن الياء فيهما مفتوحة وثابتة لفظا وخطا، فلا يشملهما لفظ البيت; لأن ياءه محذوفة.
وأما "يأت" في "هود" فهو:
يوم يأت لا تكلم ، واحترز بقيد السورة عن الواقع في غيرها نحو:
يأتي بالشمس من المشرق ، فإن ياءه ثابتة.
وأما "صال" ففي "الصافات":
صال الجحيم .
ثم قال:
وغير أولى المهتدي والبادي يسر فما تغن ووادي الوادي
ذكر في هذا البيت من
الكلم المحذوف منها الياء، وهي لام ست كلمات؛ وهي كلمة: "المهتد، غير الأولى" و: "الباد"، و: "يسر" و: "فما تغن" و: "واد" و: "الواد".
أما كلمة "المهتد" غير الأولى ففي "الإسراء"، و: "الكهف":
من يهد الله فهو المهتد ، واحترز بغير الأولى عن الكلمة الأولى، وهي في الأعراف باللفظ المتقدم.
وأما "الباد" ففي "الحج":
سواء العاكف فيه والباد .
وأما "يسر" ففي "الفجر":
والليل إذا يسر .
وأما "فما تغن" ففي "القمر":
فما تغن النذر .
واحترز بقيد المجاور عن الخالي عنه نحو:
لا تغني شفاعتهم .
وما تغني الآيات . فإن
[ ص: 137 ] ياءه ثابتة.
وأما:
إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني ، فلا مدخل له هنا; لأن حذف يائه ليس للاكتفاء بالكسرة بل للجزم.
وأما "واد" ففي "النمل": "على واد النمل".
وأما "الواد" فأربعة؛ في "طه": "
إنك بالواد المقدس طوى ".
وفي "القصص": "من شاطئ الوادي الأيمن".
وفي "النازعات": "
إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى ".
وفي "الفجر":
الذين جابوا الصخر بالواد .
ثم قال:
وكالجواب والتلاق والتناد ثم الجوار ويناد والمناد
ضمن هذا البيت من
الكلم المحذوف منها الياء، وهي لام ست كلمات أيضا وهي: "كالجواب"، و: "التلاق" و: "التناد"، و: "الجوار"، و: "يناد"، و: "المناد ".
- أما "كالجواب" ففي "سبأ":
كالجواب وقدور راسيات .
- وأما "التلاق" و: "التناد" ففي "غافر":
لينذر يوم التلاق .
إني أخاف عليكم يوم التناد .
- وأما "الجوار" فثلاثة: "ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام": في "الشورى"، "وله الجوار المنشآت": في "الرحمن". و: "الجوار الكنس": في "التكوير".
وأما "يناد"، و: "المناد" ففي "ق"، "واستمع يوم يناد المناد". وكان حق الناظم أن يقيد: "يناد" بما يخرج به الذي في "آل عمران"، وهو:
ينادي للإيمان ; لأن ياءه ثابتة.